د. عادل يعقوب الشمايله
علينا أن ننطلق من مرحلة التعبير اللفظي بمختلف أشكاله عن مشاعرنا الى مرحلة التأمل والقفز من بيت العنكبوت. لأن بيت العنكبوت ليس قلعة، “إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت”.
الدنيا مليئة بالقلاع. لكن لا تراهن على منعة أي منها، لأن القلعة تحميك مؤقتا، الى حين. فتاريخ الحروب أثبتت أن أول ما يسقط في الحروب القلاع وخطوط الدفاع الاولى المحصنة جدا جدا. سقط خط ماجنو اولا ثم فرنسا. وسقط خط بارليف ثم سيناء. وسقطت قلعة الكرك بيد صلاح الدين ثم القدس… ولم يستطع سور الصين العظيم من منع البرابرة والمغول والبدو من غزوها. الذي حمى الصين وأبقاها مؤهلة للوحدة مرة تلو المرة والازدهار بعد كل إنكسار هو فكر كونفوشيوص ومبادئه.
القلاع الفكرية تسقط وتترك حامليها مكشوفين لكافة الاحتمالات.
قلاع التعصب الاعمى الظالم المتعدي والتعصب القومي والديني والعشائري كلها تسقط وتُسقط حامليها، وإن ظنوا غير ذلك.
إن أردت لنفسك قلعة فاصنع قلعة تحبسها لا قلعة تحبسك. قلعة تكون أنت أكبر منها. قلعة لا تحميها بل قلعة تحميك. قلعة غير قابلة للحصار. لتكن قلعة تطمح أن تتمدد على مساحة تتجاوز ابعادها أقطار السموات والارض كما رسم حدودها القرآن “يا معشر الانس والجن، إن استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فأنفذوا، لا تنفذون الا بسلطان. فقط الفكر الحر المتحرر المنفتح وانسانية الانسان يستطيع ذلك.