بقلم ابو عربي إبراهيم أبوقديري
الأخطاء لا تعالج بالخطايا ثمة دعوات لاستحداث بدائل تربوية جوهرية تمس امتحان شهادة الدراسة الثانوية وأسس القبول في الجامعات لاحقا
فلو تم مثلا اعتماد علامات الشهادة المدرسية للسنة الأخيرةأو آخر ثلاث سنوات أو كل السنوات المدرسية….
فإنه يستوقفنا سؤال كبير :
( ما مدى الموضوعية والنزاهة في العلامة المدرسية عندئذ؟
*بعض الدول تعتمد لترخيص المركبات التقرير الفني لمحلات خدمة السيارات ( لأن ثمة ثقافة سائدة ومسؤولية تحت طائلة المحاسبة)… فهل بلغنا ذلك؟
… أنا مع امتحان شهادة الثانوية العامة واعتماد نيجته كمعيار وحيد للقبول في الجامعات
وحتى الدعوة إلى امتحان قبول جامعي ستدخل فيه اعتبارات غير موضوعية ومتباينة من جامعة إلى أخرى ومن كلية إلى أخرى داخل الجامعة
(بعض جامعاتنا الحكومية حاليا … لا تعترف بامتحان اللغة الانجليزية المكافئ للتوفل (شرط الالتحاق بالدراسات العليا)…. إذا كان صادرا
عن جامعة ( كذا الحكومية أيضا)
فما بالك بفوضى تعدد المعيار والمزاج والتدخل البشري…. إذا اعتمدنا امتحان قبول في الجامعة…؟
بعض أسس القبول المعمول بها (في الدول العربية
* اعتماد معدل امتحان الثانوية العامة كأساس وحيد للقبول
* اعتماد علامات مواد محددة من امتحان الثانوية العامة للقبول فى كل تخصص أو مجموعة تخصصات
*اعتماد علامة المادة الواحدة وحدها من امتحان الثانوية العامة
للتنافس على مقاعد القبول في تلك المادة
(كأن يتنافس الراغبون في دراسة الكيمياء حسب علامة كل منهم في مادة الكيمياء)
معاناة الطلبة من امتحانات الثانوية العامة
* لا ننكر هذه المعاناة ولكن لا يجب أن نلغي الامتحان الوزاري بسببها
ولكن علينا أن نعالج هذه الأخطاء
*لا نبخل بالوقت (مدة الامتحان) فالطالب أمضى من عمره اثني عشر عاما… سبقتها أعوام الروضة
*إراحة الطالب نفسيا قبل الامتحان وأثناء جلسة الامتحان
والتعامل مع الطالب بما يشبه حنان الأهل ورفق الطبيب
*تخفيف حالة التوتر والقلق لدى الطالب ومراعاة كل ذلك
*بعض الأهل مصدر من مصادر التهديد والرعب والقلق ووضع سقف للمعدل والمقارنات اجتماعيا بالأقران والجيران والأقارب
*دفتر امتحان الثانوية العامة ( شكله لونه آلية التعامل معه) رعب آخر غول يظهر للطالب فجأة في الجلسة الأول
فما الذي يمنع من الاستفادة من الدفاتر الزائدة وعقد بعض الامتحانات المدرسية عليها لكسر حاجز الخوف
من هذا الدفتر السحري
(فقد كنت افعل ذلك بدفاتر الامتحان الشامل مع طلابي في كلية الكرك)
*أما أسئلة امتحانات الثانوية العامة فأحيانا تفتقر إلى معايير القياس والتقويم أو بها خلل في الصياغة أو لا تهتم كثيرا بما يفترض ان يبقى مع الطالب بعد الثانوية من مهارات واساسيات المادة … وعيوب اخري
*ومن الأهمية والضروري أن يكون واضع الأسئلة على تماس مباشر مع الطالب والميدان والمنهاج و يتحلى بالكفاءة والخبرة والمهارات التي تمكنه من إعداد ورقة الامتحان دون مآخذ
*وللمعلم الدور الرئيس في التعامل مع المنهاج وتهيئة الطالب للامتحان
.. وفي عملية تصحيح أوراق الامتحان
*البعد النفسي والاجتماعي يستحق أخذه بعين الاعتبار في مجالات الحياة عامة… ويجب أن يكون ذلك حاضرا بقوة في جميع المفاصل التربوية وفي المقدمة ما نحن بصدده بشأن امتحان الثانوية العامة
كثير من الدول تعرض نشرة الأخبار قبل إذاعتها على قارئ مختص بعلم النفس… أقصد العلم والمنهج العلمي من أهم عوامل النهوض والتقدم
ولا مجال للارتجال والعبث فالمجتمع ليس حقلا التجارب غير المدروسة بإحكام
*** بصراحة امتحان شهادة الثانوية الأردنية العامة مفخرة وإنجاز تربوي متميز جدا علينا أن نتعاون جميعا لمعالجة
هذه السلبيات الفنية والإجرائية… أما أن نلغي الامتحان الوزاري فذلك ضرر تربوي بليغ وتضحية بإنجاز رائع أمام شهوة المغامرة نحو المجهول
وكأننا نعاقب المبدأ بجريرة الممارسة السلبية