بقلم العميد زهدي جانبك
انا سانتخب بإذن الله، في كل انتخابات، تتعالى أصوات للمطالبة بالمقاطعه…. وبغض النظر عن نظرية التآمر، أو حسن النوايا الكامن وراء مطالبات المقاطعه الا انها لم تنجح في تحقيق مقاطعه حقيقية، وكل ما تحقق من هذه المقاطعه انها تسببت في زيادة نسبة الفساد في اختيار نواب الأمة، إذ كلما قل عدد المشاركين بالاقتراع سيزيد تأثير الفساد والمال الأسود وشراء الاصوات.
وحتى نقوم بتكوين قناعاتنا بأسلوب علمي لا بد من بيان ما لدينا من حقائق يمكن البناء عليها، ومن ثم بناء رأينا استنادا إلى الحقائق ، وليس بناءا على اشاعات وحملات اعلامية لا تستند إلى دليل.
الحقائق التي بين ايدينا:
الحقيقة الأولى:
اننا أمام استحقاق دستوري انتخابي وفقا للدستور والقانون، وأن موعد هذا الاستحقاق الدستوري قد تم تحديده في العاشر من الشهر الحالي، بإذن الله.
الحقيقة الثانية:
لان هذه الانتخابات سينتج عنها مجلس النواب التاسع عشر ، وأن هذا المجلس سيقوم بالتشريع والرقابة بالنيابة عنا، سواء انتخبناه بنسبة عالية ، ام انتخبناه بنسبة مشاركة منخفضة.
الحقيقة الثالثة:
الأرقام السابقة في انتخابات عام 2013 وعام 2016، تشير إلى أن المقاطعة لا تأثير لها، وأن تأثير المرشحين المشاركين ، أقوى من تأثير المقاطعين.
ففي عام 2013 كان لدينا 1418 مرشحا ، تمكنوا من استقطاب 1,288,043 مقترع، وبمعدل استقطاب بلغ 908 ناخب لكل مرشح.
اما في عام 2016 فقد بلغ عدد المرشحين 1252 مرشحا تمكنوا من استقطاب 1,492,391 ناخبا، وبمعدل استقطاب بلغ 1192 ناخبا لكل مرشح، وبزيادة بلغت 284 ناخبا لكل مرشح.
وأما بانتخابات هذه السنة، فقد بلغ عدد المرشحين 1693 مرشح ، وبتطبيق نسبة الإستقطاب لعامي 2013 و 2016 على عدد المرشحين لهذا العام فإن عدد الناخبين المتوقع انهم سيشاركوا بالاقتراع سيتراوح ما بين 1,537,244 ناخبا بحده الأدنى و 2,018,056 ناخبا بحده الأعلى…وبنسبة مشاركة لن تقل عن 33٪ ويمكن ان تصل إلى 42٪…. وهذه نسبة مقبولة دوليا (ولو انها غير مرضية لي شخصيا)، خاصة إذا ما تم مقارنتها بنسبة الإقتراع في الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة والذي تراوحت نسبة المشاركة فيه بالانتخابات التشريعية ما بين 43٪ و 52٪ خلال السنوات الخمس الماضية… مع الأخذ بعين الاعتبار بأن بعض دول الاتحاد الأوروبي تطبق قانون الانتخاب الإجباري… فهل ان الأوان ان نحذو حذو بعض الدول المتقدمة ونطبق مبدأ الانتخاب الإجباري.؟؟؟
ختاما، ارجوا ان لا نلتفت إلى دعاة المقاطعة، حتى نتمكن من المساهمة في اختيار “افضل الموجود” من المرشحين الذين سيمثلوننا في مجلس النواب التاسع عشر.
كن إيجابيا، وساهم بصناعة مستقبلك.
