اللواء عبدالجليل المعايطة بكتب: شهادة شاهد على معركه الكرامة

27 يونيو 2021
اللواء عبدالجليل المعايطة بكتب: شهادة شاهد على معركه الكرامة

اكتب للتاريخ كشاهد عين ومقاتل وقائد فصيل دبابات في كتيبه الدبابات الثالثة وموقع فصيلتي شمال مدينه الكرامة بمسافه واحد كيلومتر تقريبا.
اعلم ان هناك تزويرا لبعض أحداث التاريخ القديم ولكن ان يتم تزوير التاريخ الذي نعيشه والذي كتبناه بدمائنا يجعل الأمر صعبا على الفهم لكل من خاض معركه الكرامة.
معركه الكرامة التي هي فعلا من اشرف معارك الأردن الحديث، معركه جهاد و معركه بساله وتصميم على الفوز، فقد جرت على واجهه عريضة من الأرض في اغوار الأردن الوسطى وكان تعرض العدو شاملا للمنطقة من جسر الأمير عبدالله جنوبا (جسر سويمه) ومرورا بجسر الملك حسين وحتى جسر الأمير محمد (جسر داميه) اي من البحر الميت جنوبا وحتى محور داميه الذي يربط ما بين مدينتي السلط شرقا ونابلس غربا اي بواجهه تزيد على ستين كيلو مترا،وقد عبر العدو بقوات تقدر بفرقه آليه مدعومه بالدبابات والقوات الخاصه المحمول جوا.
وقد كنت يوم الكرامه قائد فصيل دبابات في الكرامه ذاتها و قد قابلت بعض عناصر الفدائيين قبل ليلتين من المعركه وأفادوا بإن التوجيهات قد جاءتهم من قياداتهم العليا تفيد بأن المعركه المتوقعه هي أكبر من طاقه الفدائيين لصد هجوم متوقع وترك الخيار لهم بالانسحاب او البقاء، وقد أفاد الاخوه الفدائيون بأن من تطوع للبقاء حوالي خمسين عنصرا في بلده الكرامه بالذات، وقد كان اجراء وتوجيهات قياده الثوره منطقيه لأن المعركه المتوقعه هي فوق قدره وطاقه الفدائيين وليس من واجبهم ولا قدرتهم صد هجوم واسع باسلحه خفيفه بل هو واجب القوات المسلحه الاردنيه بدباباته ومدفعيته ومشاته التي تمسك الأرض وتدافع عنه
وبالرغم َن ايقاع خسائر فادحه بالعدو صباح يوم الكرامه الا انه استطاع العبور من جسر الملك حسين ووصلت طلائعه حوالي الساعه السابعه والنصف صباحا الي الكرامه واشتبكت معه فصائل الدبابات التابعه لكتيبه الدبابات الثالثه الملكيه وانا وفئتي من ضمنهم وقد خاضت الدبابات المتواجده على النهر معركه معكوسه باتجاه الشرق كون العدو أصبح خلف هذه الفصائل مما أوقع بنا خسائر فادحه بالدبابات والأفراد واستمرت المعركه مع العدو من قبل المدفعيه والمشاه وبعض فصائل الدبابات المتواجده في المواقع الرئيسيه ثم وصلت التعزيزات الممثله بكتيبه الدبابات الخامسه الملكيه بقياده المقدم خليف عواد السرحان اما كتيبه الدبابات الثالثه فكانت بقياده المقدم علاوي جراد الحويطات وكان وصول التعزيزات حوالي الساعه الثانيه عشر ظهرا مما اربك العدو وزاد من عزيمه رجالنا واوقعت بالعدو خسائر فادحه على محور الكفرين ومحور وادي شعيب ومحور داميه. مما اجبر العدو على طلب وقف إطلاق النار حوالي الساعه الثانيه بعد الظهر ولكن جلاله القائد الأعلى المغفور له الملك حسين بن طلال رفض وقف إطلاق النار قائلا لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ما دام هناك جندي إسرائيلي واحد شرقي النهر واستمرت المعركة لعزيمه الرجال من القوات المسلحة بمختلف أسلحتهم وبدأ العدو بالانسحاب مع استمرار نيران قواتنا بالتعامل معه أثناء انسحابه مما اضطر العدو على ترك المثير من الياته واسلحته في أرض المعركة وهي المره الأولى في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي التي يترك بها أسلحته خلفه وبعضها يحوي عدد من جنوده محترقي الجثث.
وبالرغم مما قدمه الجيش الأردني من تضحيات هي من صميم واجبه للدفاع عن ارضنا وحدودنا أتي من يدعى و يحرف الحقائق بأنه قام بالدور الرئيسي في المعركه وكأن الجيش غير موجود على امتداد الحدود في الاغوار الوسطى وإنني مستعد لمناظره أي باحث او مركز دراسات يدعي يدور غير دور الجيش الأردني في يوم الكرامة وقد وجدت نفسي مجبرا على كتابه هذا الملخص عندما علمت بأن احد الكتاب المتأردنين قد تجاهل دور الأردن وجيشه في معركه الكرامه وحاول هدا الكاتب ان يسلب شرف النصر من اهله ورجاله دون ادني رادع من خلق او ضمير وقد سمعت ان هذا الكاتب هو أحد من تم اختيارهم في لجنه ال 93 للإصلاح السياسي فهل يؤتمن مثل هذا الكاتب للمشاركة بمثل هذا الواجب الوطني الرفيع الذي قام بتسميه اعضاءه جلاله الملك عبدالله.