مقلق ما وراء أكمة عريب

27 يونيو 2021
مقلق ما وراء أكمة عريب

النائب د.غازي الذنيبات

كثيرون لم يكونوا يعرفون من هو عريب الرنتاوي قبل ان يقدم مداخلته عن تنامي قوة حركة فتح في اعقاب معركة الكرامة، ولم يكن عريب اول من حاول إظهار وإبراز دور المنظمات الفلسطينية في المعركة، كما لم يكن اول من تجاهل دور الجيش العربي الأردني فيها ولو تلميحا، لا تصريحا، فهذه سنة التاريخ، في كل زمان ومكان، تجد تجار الحروب، وتجار المناسبات، وكتاب الزيف، وقناصي الفرص، والى غير ذلك..
لكن ما يلفت الانتباه، ويستحق الوقوف مليّاً، هو حجم ردة الفعل الشعبية الجامعة على ما كتبه عريب، رغم ان ما كتبه صغير، ولم يكن يستحق كل هذا الضجيج الكبير .
لم يكن مقال عريب الذي لا يقرأه إلا قلة، في جريدة الدستور التي لم يعد يقرأها كثير من الأردنيبن، يستحق كل هذه الفزعة الوطنية، والشعبية الجامعة الجامحة، لولا ان وراء الأكمة ما وراءها.
فالأردنيون شرقا وغربا لم يكونوا في يوم أكثر انسجاما وتلاحما واعتزازا بالصمود الفلسطيني في وجه الآلة الحربية العالمية العدوانية.
فلماذا الآن؟
هل كانت نزوة كاتب عن جهالة؟ ام دس للسم في الدسم بمخططات ترسم في الاقبية الدولية المظلمة؟.
هل هي ثورة المعلومات، وثورة الاتصالات، وثورة الفضاء الالكتروني الموجه، الذي يجعل من الحبة قبة؟.
هل تعبر ردة الفعل العنيفة الشاملة عن ما يعتمل في النفوس من غضب وقهر وكبت، وان المسألة ليس رمانة؟ .
هل وصلت حالة التأزم، وفقدان الثقة، في المجتمع الاردني والعربي عموما، أن يسعى للبحث عن اصطناع عدو أياً يكن هذا العدو ؟ أو ان يحاول اصطناع قائد أيا يكن هذا القائد؟.
اعزائي :
رغم أنني أدرك حجم ردة الفعل، والغضب مما سأقول، لكن الواجب الأخلاقي وانا في سن لا يسمح لي ان اكذب، اقول : ما قاله عريب مسألة فكرية، قدم من خلالها تحليلا لاسباب تنامي وتسيد حركة فتح في مرحلة ما من تاريخ فلسطين، وهو لم يتعرض خلالها لبطولات الجيش العربي، ودوره المحوري في معركة الكرامة، لان ذلك لم يكن في معرض الغاية من المقال، ولو عرج عليها لكان خيرا له وأكثر حصافة، وتدبرا، اما ردة الفعل على المقال غير الحصيف، فتعبر عن ان الثورة الاعلامية الالكترونية باتت تقود الشعوب، وإذا لم يتقدم لها العقلاء فإنها ستذهب بنا الى عالم من الجنون المطبق .
فهل نطوي صفحة عريب، ونبحث عن ما يمكث في الارض.