وطنا اليوم:وجه الطبيب الاردني محمد بسام الدردور والذي يعمل في مستشفى الملك المؤسس رسالة الى المواطنين الاردنيين حول الوضع الوبائي في الاردن بعد تفشي فيروس كورونا المستجد ووصوله الى مراحل متقدمة في المملكة.
وحذر الطبيب الدردور المواطنين من خطورة الوضع الوبائي مؤكدا ان الوضع أخطر مما تتصورون.
وقال “بدأنا نسمع النداء الأخير .. نداء إنعاش القلب .. مرة و مرتين وثلاثة و أربعة و خمسة و عشرة مرات في المناوبة الواحدة”!!
واستطرد “للتو خرجت من طابق الكورونا بعد استدعائي لرؤية مريضين .. دخلت على أحد أقسام الجراحة الذي أصبح قسم كورونا ؛ قسمي -سابقاً- الذي أعرفه منذ ثلاث سنوات و يزيد وأدخله يومياً ؛ فإذا بي وكأنّي بعالمٍ آخر ! لا ترى الوجوه .. الكل مقنع بلباسٍ يغطيه من شعر الرأس حتى إظفر القدم .. صوت رنين الأجهزة و صفيرها يطغى على الأجواء الكئيبة .. أجهزة التنفس أقصد ! .. لا يستطيع هؤلاء المساكين أخذ النفس .. النفس الذي لا نحسب له حساباً ! .. النفس الذي نستنشقه ونعصي الله به !! .. هو اليوم حلم بالنسبة لمريض الكورونا” ! ..
وزاد الدردور “ربما ما يؤلم أكثر .. لحظات الرعب التي يعيشها مريض الكورونا ؛ .. فهو يرقد وحده .. لا أحد من أهله يزوره .. ينظر عن يمينه فيرى من يستخدم كل عضلات صدره و جهده و عزمه ليستنشق بعضاً من الهواء يبقيه حيّاً .. ثم ينظر عن يساره فيرى مريضاً يُساق إلى الطابق الأول .. طابق الوضع الأسوأ .. طابق الموت بالأحرى ! .. ثم ينظر من تلقاء وجهه فيرى من تجمع الأطباء حوله و روحه تفيض إلى بارئها” ……….
وحذر الدردور المواطنين قائلا: “والله إنّي أرى شؤماً مقبلاً علينا ؛ غماماتٍ سوداءَ عظاماً ستمطرنا حزناً لم نعرف له مثيل .. ستُذرف الدموع و سيبكي الرجال و سيودع الحبيب حبيبه” ..
وتابع “ولأهلي في الرمثا ؛ إعلموا أن كورونا ينتشر فينا انتشار النار في الهشيم .. مرضى الرمثا هنا تتردد أسماؤهم في كل الأجنحة وبعضهم توفوا و بعضهم ينتظر ولا أحد يريد أن يتكلم ! .. فأدركوا أنفسكم يرحمكم الله” ..