وطنا اليوم – قال أستاذ العلاج الدوائي السريري في جامعة البترا الدكتور ضرار بلعاوي إن 65.3% من الأردنيين يعانون أثارًا نفسية بسبب جائحة كرونا، وتراوحت الآثار النفسية بين تداعيات نفسية شديدة وتداعيات متوسطة، وتداعيات بسيطة، وتوصلت نتائج دراسة علمية لفريق من جامعة البترا وعدد من المؤسسات الأكاديمية والطبية إلى أن فقط 34.7% من المشاركين تم تصنيفهم “أصحاء نفسياً بشكل كامل”.
وأشار الدكتور بلعاوي إلى أن الدراسة شملت 1820 فرداً من سكان الأردن من مختلف المحافظات، حيث كان أكثر من نصف المشاركين (55%) من الإناث، ونحو ربع المشاركين من ذوي الدخل المحدود أقل من 500 دينار شهرياً، وأكثر من ثلثهم (35.2%) من المدخنين المنتظمين، ونحو ربع (24%) المشاركين من العاطلين عن العمل. وأضاف أيضاً أن 4.2% من المشاركين يعانون من أمراض صدرية مزمنة، و3.5% يعانون من أمراض مناعية.
وقالت الدكتورة يارا الصفدي، عضو الفريق البحثي، أن الدراسة وجدت أن 5.5% من المشاركين في البحث كانوا يشعرون بتعب بدون سبب و8.6% كانوا يشعرون بعصبية مفرطة و7% شعروا بيأس من الحياة طول الوقت، ومن المفاجئ أنه وجدنا أن 21.8% من المشاركين يخشون التداعيات الاجتماعية الحجر والبعد عن العائلة وكلام الأقارب والزملاء للإصابة بالفايروس أكثر من الفايروس نفسه.
وأنه نحو ربع المشاركين يخشون التداعيات الاقتصادية للاصابة بالفايروس اكثر من الفايروس نفسه. وقال الدكتور أحمد مسلماني، عضو الفريق البحثي من جامعة العين الإماراتية، أننا وجدنا أن ذوي الدخل المنخفض (اقل من 500 دينار شهرياً ) كانوا حوالي ثلاث مرات أكثر عرضة للتداعيات النفسية الخطيرة مقارنة بذوي الدخل المرتفع، وأن الذين فقدوا عملهم خلال الجائحة كانوا حوالي مرة ونصف أكثر عرضة للتداعيات النفسية الخطيرة مقارنة بالذين هم على رأس عملهم؛ وبشكل مفاجئ فقد وجدنا أن مرضى السكري كانوا حوالي مرتين أكثر عرضة للتداعيات النفسية الخطيرة مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
وفيما يتعلق بتفسير نتائج الدراسة فقد قال الدكتور وليد شنيقات، مستشار الطب النفسي والإدمان في مستشفى الرشيد للأمراض النفسية وعضو الفريق البحثي، أنه مقارنة مع الدول الأخرى كإسبانيا وايطاليا وتركيا والولايات المتحدة الامريكية، فإن التداعيات في بلدنا كانت أخطر على الصحة النفسية مقارنة بالدول الأخرى، وتتعدد الأسباب لذلك، ومنها: العدد المنخفض من الأطباء النفسيين مقابل كل 100 الف مواطن أردني وأيضا أسباب إجتماعية تتعلق بوصمة العار المنتشرة في مجتمعاتنا العربية. وفي خضم البحث عن الحلول فقد قال الدكتور شنيقات أن الحل المبدئي مرتبط بالفرد الذي يشعر باعراض الاكتئاب والقلق، فعليه الاستعانة بالأطباء النفسيين للوقوف على خطورة وضعه الصحي النفسي والبحث عن علاج، وأما على الصعيد مجتمعي، فعلى الهيئات الصحية الأردنية توسيع نطاق العيادات الصحية النفسية وعمل حملات توعية واسعة عن الأمراض النفسية مع تسهيلات لضمان وصول العلاج النفسي لجميع شرائح المجتمع.