وطنا اليوم:كشفت الأمم المتحدة الأربعاء، أن جائحة كوفيد-19 المنتشرة منذ 17 شهرا أغرقت 100 مليون عامل إضافي في الفقر بسبب التراجع الكبير في ساعات العمل وغياب فرص العمل الجيدة.
وحذرت منظمة العمل الدولية في تقريرها السنوي من أن الأزمة ستطول إذ أن العمالة لن تستعيد مستويات ما قبل الجائحة إلا في 2023.
وبلغت وفيات الجائحة أكثر من 3.5 مليون وفاة، بصدارة الوفيات في أميركا والبرازيل والهند ثم المكسيك وبريطانيا.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية، أن حصيلة الوباء أكثر بمرة أو مرتين من الحصيلة المعلنة رسميا من إصابة نحو 175 مليون شخص بالفيروس.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الدول الغنية تحصل على اللقاح أسرع 30 مرة من الدول الفقيرة.
تأتي تحذيرات غوتيريش في وقت تواجه فيه منظمة الصحة العالمية تغييرا واسعا محتملا بهدف منع أي جوائح مستقبلية، وذلك في أعقاب استجابة العالم البطيئة لجائحة كوفيد-19.
ووافق وزراء صحة الدول أعضاء المنظمة على دراسة توصيات بتطبيق إصلاحات طموحة أعدها خبراء مستقلون لتعزيز قدرات كل من المنظمة التابعة للأمم المتحدة والدول لاحتواء المسببات الجديدة للأمراض.
وعلى الصعيد العالمي، تراجعت فرص عمل الشباب بنسبة 8.7 في المئة في عام 2020 مقارنة بنسبة 3.7% للبالغين، وحدث أقصى انخفاض في البلدان متوسطة الدخل. وربما تستمر عواقب تأخر دخول الشباب إلى سوق العمل لسنوات.
وقد وُصفت آثار الوباء على آفاق سوق عمل الشباب بمزيد من التفصيل في موجز لمنظمة العمل الدولية نُشر جنباً إلى جنب مع تقريرها. كما أن المستجدات المتعلقة بآثار أزمة كورونا على سوق عمل الشباب تبين أن الفجوات بين الجنسين في هذه الأسواق باتت أوضح.
وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايد: “ليس التعافي من كورونا مجرد مسألة تتعلق بالصحة، بل ينبغي أيضاً التغلب على ما لحق بالاقتصادات والمجتمعات من أضرار جسيمة. فبدون بذل جهود فعلية للتعجيل بخلق فرص عمل لائقة ودعم أضعف أفراد المجتمع وإنعاش أشد القطاعات الاقتصادية تضرراً، يمكن أن تستمر آثار الوباء سنوات وتفضي إلى ضياع الإمكانات البشرية والاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة. ونحن بحاجة إلى استراتيجية شاملة ومتناسقة تقوم على سياسات محورها الإنسان وتستند إلى العمل والتمويل. فلا يمكن أن يحدث انتعاش حقيقي دون استعادة فرص العمل اللائقة”.
بالإضافة إلى بحث أمر الخسائر المباشرة في ساعات العمل وفرص العمل والنمو الضائع في فرص العمل، يحدد التقرير استراتيجية للإنعاش تستند إلى أربعة مبادئ هي: تعزيز النمو الاقتصادي واسع النطاق وإيجاد فرص عمل منتجة، ودعم دخل الأسرة وعملية دخول سوق العمل، وتقوية الأسس المؤسسية اللازمة لتحقيق نمو اقتصادي وتنمية شاملين ومستدامين وقادرين على مواجهة الأزمات، واستخدام الحوار الاجتماعي لوضع استراتيجيات للإنعاش محورها الإنسان.