بقلم: غسان الشواهين
المجامله في تمجيد مرشح من أجل مصلحة فلان لأنه يديرك أو لأنه قريبك أو لأنه قد منحك شيئاً وهذه المجامل ليكسب بها شيئاً من المال أو ليترفع بها أو غير ذلك مما هو حرام وليس ذلك حلالاً فتكون مشاركاً له في الإثم لأنك أطعته وقد قال تعالى : (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
احذر من المجاملة لمن تكلم بالكذب والوعود الكذابه فتوافقه مجاملة له وتقول له “صح” فتكون أنت كاذباً أيضاً بتصحيح الكذب وقد قال صلى الله عليه وسلم : (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار). رواه مسلم.
احذر من المجاملة بالثناء على أحد المرشحين بما ليس فيه أنتِ “وهذا واقع بكثرة عند كثير من الناس الذين لا يبالون” فهم يكيلون المديح والثناء لبعض المرشحين بما ليس فيه بل وقد يبالغ هذا المداح مبالغات فيها إطراء شديد ورفع للمدوح فوق منزلته الذي يكون فارغاً من كل مامدح به
احذر من الغلو في الكلام مدحاً لأحد المرشحين بما ليس فيه او ذماً لأحد المرشحين المنافسين بما ليس فيه فتسبه وتنتقد.
واعلم انك سوف تسأل عن كلامك هذا وأن هذا الذي تجامله لن يغني عنك شيئاً وقد قال صلى الله عليه وسلم : (هلك المتنطعون قالها ثلاثاً) رواه مسلم. فكيف ترضى لنفسك بالهلاك “انتبه لذلك” وفي حديث معاذ بن أنس : (ومن رمى مسلماً بشيء يريد شينة به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال). رواه أبو داوود(ص) وقال صلى الله عليه وسلم : (ومن قال في مؤمن ماليس فيه حبس في ردغة الخبال 1 حتى يأتي بالمخرج مما قال). رواه الحاكم وأبو داوود (صح).
أما المداراة فلا شيء فيها جائزه لمن تداريه بلا كذب ولا عدوان ولا إثم وفي حديث عائشة : (أن رجلاً استأذن على رسول الله ثلاثا فلما راه قال بئس اخو العشيرة فلما جلس تطلق له وانبسط اليه وقال ياعائشة ان شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).رواه البخاري.