أ.د. أمين المشاقبة
من أهم المبادئ الأساسية في النظام السياسي الأمريكي هو مبدأ الانتقال السلمي للسلطة على أثر نتائج الانتخابات، وهذا المبدأ مرتبط بدوريّة الانتخابات ومبدأ تداول السلطة، والمؤشرات الأولى تبيّن بأن الرئيس الأمريكي لن يسلّم السلطة بسهولة، ولن يقبل الخسارة يوم صدور النتائج مساء الثلاثاء القادم، فالاحتمالات أن اندلاعاً للعنف من قبل مناصريه المسلّحين وغير المسلحين سيأخذ حيزا في الشارع الأمريكي، فالتوقعات تشير إلى حدوث شغب يوم الانتخابات أو اليوم الذي يليه، حيث إن هناك تنظيمات تتبع للرئيس الأمريكي ومدعومة منه في أكثر من ولاية جاهزة، وبانتظار الإشارة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 16% من مؤيدي الحزب الجمهوري لن يقبلوا الخسارة وسيعترضون عليها، وتشير المعلومات أيضاً إلى أن هناك زيادة في مبيعات الأسلحة بنسبة 101% عن العام الماضي، إذ وصلت مبيعات الأسلحة (الفردية) إلى حوالي 20 مليون دولاراً لعام 2020، وهذا مؤشر قوي على حصول أحداث شغب في الشارع الأمريكي، وخصوصاً الولايات ذات الطابع الجمهوري المختلط، آخذين بعين الاعتبار أن هناك انقساماً حاداً في المجتمع الأمريكي بين المكونات الاجتماعية المختلفة، وحالة ظاهرة للعيان من التعصب والعنصرية بين البيض والسود، والملونين، والآسيويين وغيرهم، هذا إلى جانب تقسيم الولايات المتحدة إلى لونين أحمر وأزرق دلالة على ألوان الحزبين دون التركيز على وحدة البلاد وتعزيز التماسك الاجتماعي، ويشار هنا إلى بروز منظمات تمثل السود مثل “انتيفيا” للدفاع عن حقوق السود بعد مقتل جورج فلويد وغيره، لشعورهم أن حقوقهم مهدورة، ومميز ضدهم.
وبكل الأحوال، باعتقادنا أن ما يجري هو أمر غير مسبوق في أي انتخاباتٍ رئاسية سابقة استناداً إلى الدراسات والمؤشرات القائلة بأن الرئيس ترامب إذا خسر لن يسلم بسهولة وسيطعن بالانتخاب بأشكال متعددة، وسيندلع العنف والشغب في العديد من الولايات دعماً له، وانتصاراً لعنصريته، والعالم جلٌّه بانتظار ثلاثاء الانتخاب القادم، ونأمل أن لا يكون أحمراً.