بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
بعد ايام قليلة سنكون مع استحقاق دستوري للوطن ، ولكنه استحقاق لن يحقق للوطن الا مزيدا من تغول الواسطات على القوانين والأنظمة ، وازدياد لأعداد قضايا الفساد ، كما ستظهر عندنا الفضائح الاعلامية على شاشات التلفزة من ضرب بالمكات والزجاجات المائية ،ولا ننسى أيضا أن هناك مكاسب مالية من العطاءات والتعيينات بعقود شراء الخدمات ، والوعود بالسفرات واللجان النيابية التي سوف تقوم بالتفاوض مع الحكومة على الثقة مقابل الصفقات النيابية التي حتما سترضخ لإملاءات الجونيات في التغول على وزارات التربية والتعليم والصحة والأشغال العامة والتنمية الاجتماعية والبلديات .
قوائم قائمة على الخيانة بين اعضائها رغم حلفانهم اليمين على الكتب المقدسة ، فالمرشح المليء ماليا قد اشترى اعضاء كتلته بما يسمى بمرشحي الحشوات ، وكوتا المعينين قد تبشروا بنجاحاتهم وطلعت نتائجهم قبل التصويت و فرز الأصوات ، وكوتا المال الاسود التي اشتغلت على اصوات المسخمين والفقراء والمتقاعدين الذين باتوا يتسولون الوظيفة ويهربون من شبح الحبس وطلبات التنفيذ القضائي .
الحالة يمكن وصفها الآن كمن يطلب عروس تحمل جواز سفر امريكي لغاية الحصول على الجنسية الامريكية التي تحملها ، فيدعوا الناس الى الجاهة التي تذهب من اجل طلب العروس ،ويختار وجيه ليقف أمام الناس لطلب العروس، ويبدأ كلامه بآيات قرآنية واحاديث نبوية ثم يقوم بمدح العروس وأهلها ونسبها ، ثم يرد عليه وجيه اخر من طرف العروس بنفس السيناريوا من آيات وأحاديث دينية ثم يمدح العريس وأهله ونسبه، ثم تتم الموافقة الوهمية والتي كانت قد حصلت مسبقا وتم تحديد شروطها وتفاصيلها منذ اسابيع قبل موعد الجاهة ، ثم يطلب من الحضور قراءة الفاتحة بعد الموافقة الكاذبه ويتم شرب فنجان القهوة ، فيقرؤون فاتحة عروس مقرؤة فاتحتها ومحدد مهرها وتفاصيل الاتفاق على صفقة عقد قرانها ، والغاية من عقد هذا القران .
الجهتين يضحكون على بعضهم البعض ، وحتى الحضور يعلمون ذلك ، والمنتفع من هذه التمثيلية الساخرة هو العريس الذي يريد التجنس بالجواز الأمريكي، والعروس التي قد قبضت المهر المقدم والسعر المتفق عليه من أجل الإقتران .
مسرحيات الانتخابات حسب القانون الحالي كمسرحية طلبة العروس ، الكل يضحك على البعض والبعض يضحك على الكل ، والمنتفعين الوحيدين فيها معروفين ، فلا يوجد منفعة من ورائها ولا أسرة سوف تبني للوطن اجيالا صالحة ، ولا يوجد بها لا سكينة ولا طمأنينة ، فكلها نصب واحتيال مكشوف وعلى عينك وعلمك يا مواطن .
عظم الله اجركم يا وطن بفوبيا انتخابات تافهة ، ومرشحين طشي واخرين حشوات اسنان منتهية الصلاحية .