الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
يحتفل الاردنيون بذكرى غاليه وعزيزة على قلوبنا جميعا الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية هذا الانجاز الوطني الذي نعتز به ونفخر ياتي هذا العام والاردن يحتفل بالمئوية للدولة الاردنية والعبور الى المئوية الثانية من عمر الدولة بعد مسيرة حافلة بالارادة الصلبة التي ترغب مع قيادتها في البناء والعطاء والانجاز والنماء هذة المسيرة التي شكلت مثالا وانموذجا للعمل الجاد وللتلاحم ما بين الهاشميين والشعب الاردني هذا التميز الذي انفرد به الاردن والتي حقق فيها الوطن بقيادة الهاشميين الفذة وارث الثورة العربية الكبرى وعزم الاردنيين من شتى المنابت والاصول وحبهم لوطنهم واخلاصهم وتفاينهم بالعمل والارادة حققوا انجازات وطنية خالدة اتسمت بالحرية والاستقلال والنضال وبناء الدولة الوطنية الاردنية العصرية ومؤسساتها الدستورية وفي مقدمتها الدستور الاردني وسيادة القانون والتعددية الثقافية والمساواة والعدالة بين الاردنيين وتطوير الانسان الاردني والتنمية في جميع المجالات المختلفة مما عدا بالاردن مركزا مرموقا بين دول العالم كافة, بالرغم من ان تاسيس الدولة جاء وسط اقليم ملتهب ومضطرب ومحمل بالانقسامات والحروب الا ان الهاشميون تمكنوا من بناء دولة حديثة تستند للدستور والقانون والانتماء للعروبة والاسلام وشكل الاردن صورة رائعة ورائدة لدى جميع دول العالم على انة دولة عصرية مميزة وحضارية معتدلة سياسيا ترتبط مع جميع دول العالم بعلاقات الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بفضل السياسة الحكيمة والمواقف التاريخية من الهاشميين من جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول طيب الله ثراة وصولا لجلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين حفظة الله.
وتاتى الذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال في ظل الظروف الراهنة بسبب جائحة كورونا ومظاهر الاحتفال بهذة المناسبة مختلفة عن كل عام وذلك حفاظا على الصحة والسلامة للمواطنيين ومنع تجمعات المواطنيين وتنفيذ اجراءات الوقاية والحماية الصحية لنخرج جميعا بخير وبصحة وعافية من اثار هذة الجائحة المؤلمة. كما تاتي هذه المناسبة بالتزامن مع الاحداث التي شهدتها فلسطين الحبيبة موخرا والعدوان الصهيوني على القدس, وقد احدثت المقاومة الفلسطينية والانتصارات التي تحققت انعطافة كبيرة وغير مسبوقة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, الموقف الرسمي الأردني ينسجم مع الموقف الشعبي اننا مع فلسطين في خندق واحد, وان حق الفلسطينيين في قيام دولة حرة مستقلة هو حق مشروع وحتمية تاريخية عندما يعود الحق لا صحابة وتتخلص الامة بأذن الله من براثن الاحتلال.
ذكرى الاستقلال مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا, والتي تمكن خلالها الأردنيون بقيادة الهاشميين من تمكين وإرساء دعائم الدولة الأردنية الحديثة, وترسيخ معالم المؤسسية والحرية والديمقراطية, ليزهو الوطن الغالي بالانجازات الكبيرة والمكاسب الوطنية, ورفع مستوى الوطن بكل الإمكانات, حيث حظي بالمكانة العالية المرموقة بين الأمم.
لقد أصبح الأردن في عهد جلالة الملك عبداللة الثاني نموذجا من العمل الجاد نحو حل الكثير من القضايا التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية, بالإضافة إلى عمل جلالته الدؤوب لتطوير الحياة السياسية والاقتصادية والتنموية للمواطنين, وكذلك بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على قدر من المهنية والاحتراف العالي على مستوى العالم, كما عمل جلالته على تجسيد الديمقراطية وحقوق الإنسان, والحرية والأمن والأمان والتحرر من الاستعمار وصولا الى يوم الفخر والعزة عيد الاستقلال الوطني.
ولقد حرص جلالتة على تعزيز قيم الاستقلال وترسيخ معانية من خلال استراتيجية وطنية تنموية شاملة ركزت على استثمار الطاقات والكفاءات الاردنية عن طريق الاستثمار في الانسان معتمدا في ذلك على توجية الجميع نحو تكنولوجيا وتقنية حديثة وطرق تعليمية والتي ادت الى انتشار الجامعات في كل ارجاء الوطن ليكون التعليم في متناول الجميع ويصبح الاردن قادرا على العطاء في جميع المجالات التنموية لكي يصبح الانسان الاردني سفير البناء والتميز والعطاء.
ان الاحتفال بهذة المناسبة الغاليه هي بمثابة دعوة لنا جميعا لنحافظ على انجازاتنا الوطنية والعمل والانجاز بكل الامكانيات المتاحة لنصل الى الى وطن قوي متماسك وان وحدتنا الوطنية والتمسك بالثوابت الوطنية الاردنية وعدم الانجرار وراء الشائعات والصفحات المشبوهة لان الهدف منها تفكيك تماسكنا جميعا وزعزعة الامن وخلق الفتنة بين ابناء الشعب الواحد من هنا الوعي مطلوب منا جميعا وخاصة الشباب في هذه الظروف لان المواطنة الصالحة والانتماء الحقيقي للوطن تقتضي منا جميعا إن نكون في خندق الوطن لأننا جميعا نقف ونثق بقيادة جلالة الملك والعلاقة التي تربط القائد بشعبة هي علاقة تاريخية راسخة جذورها ممتدة لعمق التاريخ. ولقد اضافت التجربة الوطنية الاردنية لمواجهة كورونا بقيادة جلالة الملك عبدالله انجازا انسانيا وطنيا رائدا على مستوى العالم.
كل عام والوطن وقائد الوطن والاسرة الهاشمية والاسرة الاردنية وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية بالف خير وعاش الوطن حرا عزيزا شامخا والى مزيد من الانجاز والبناء والتطور.