وسائل التواصل الاجتماعي واثرها الايجابي والسلبي على المجتمع

20 مايو 2021
وسائل التواصل الاجتماعي واثرها الايجابي والسلبي على المجتمع

بقلم فهد احمد الضمور
نتيجة حتمية ومتوقعة بسبب سهولة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكل انواعها عبر الشبكة العنكبوتية” الانترنت ” تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي في عصر التكنولوجيا واصبحت تضاهي وسائل الاعلام الرسمية والمرئية والمسموعة والصحافة الورقية وتتفوق عليها في بعض الاحيان , فلم تعد تقتصر على كونها نافذة للتواصل بين ألأفراد وإنما باتت تشكل أهم أدوات التأثير في صناعة الرأي العام وتشكيله , ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة اصبح الفرد يلعب دوراً مهماً في نقل الأخبار وصناعتها وتحريرها ، فضلاً عن التأثير في تكوين القناعات حول بعض القضايا المستجدة في المجتمعات العربية . وأسهمت هذه الوسائل في ظهور ما يطلق عليه “صحافة المواطن” او ” المواطن الصحفي ” التي تتيح لأي فرد أن يمتلك حساباً على موقع التواصل الاجتماعي، ولديه قدر من المهارات والمعرفة أن يصيغ خبراً ويقوم بترويجة على صفحات التواصل الاجتماعي ، مثل التقارير أو المقالات أو التحقيقات التي تعبر عن وجهة نظره إزاء مختلف القضايا ، لكن المشكلة هنا أن هذا النوع من الصحافة يفتقر أحياناً إلى الدقة والمصداقية ، حيث انه بذلك يقوم بالمزج بين رأيه وبين الخبر أو الحدث الذي ينشره على صفحته الخاصة أو يرسله إلى وسائل الإعلام الأخرى .
وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأفكار والآراء وتنشئة الشباب وتشكيل افكارهم وتشكيل الوعي لدى الشباب وتعزز مشاركتهم في الحياة السياسية والتاثير فيها من حيث المشاركة في الانتخابات ناخب او مرشح , وكذلك لعبت دور اساسي في بلورة رأي عام محلي ودولي مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي ألحياة ويظهر مدى الديمقراطية وحرية التعبير , ووسائل التواصل الاجتماعي بوجه عام، أثرت بدرجة كبيرة في الرأي العام، سواء بشكل مباشر من خلال متابعيها، أو بشكل غير مباشر من خلال تأثيرها في وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، خاصة بالنظر لما تتمتع به من سرعة في الاستجابة للأحداث ومن قدرة على الانتشار بشكل كبير وينظر إليها البعض على أنها يمكن أن تقود حركة التغيير في العالم العربي., غير أن الامر لايخلو من السلبيات المقابل كونها باتت وسيلة سهلة وسريعة للجماعات المتطرفة والإرهابية لنشر أفكارها الهدامة وتجنيد النشء والشباب وغسل أدمغتهم وتجنيدهم ومن الممكن ان تقع في فخ التضليل الإعلامي والتأثير السلبي في الرأي العام . مع أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم بدور رئيسي في صناعة الرأي العام وتشكيله، إلا أنها قد تتحول في بعض الأحيان إلى منصات للتضليل الإعلامي ، وتوجيه الرأي العام في بعض الدول بشكل معين يخدم مصالح دول أو جماعات بعينها، بعيداً عن الحقيقة والتضليل الإعلامي ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل يكون أيضا من خلال حسابات وهمية خارجية، لكنها تتبنى مواقف بعينها للتأثير في الرأي العام داخل دولة محددة. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي يتم توظيفها سياسياً في الانتخابات .
(حسب دراسة صدرت عن جامعة أوكسفورد في يونيو عام 2017 تحولت إلى أدوات في أيدي بعض الحكومات للتأثير في مضامين الرأي العام في الداخل ومن أمثلة التضليل الإعلامي ما يحدث أثناء الانتخابات حين يتم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في إطلاق شائعات وأخبار تحاول إما صرف الانتباه عن الاستحقاق الانتخابي برمته، أو التأثير على صورة أحد الأطراف لتحقيق مصالح أطراف أخرى).
ومن السلبيات الخطيرة نشر الشائعات الهدامة التي تمثل واحدة من المخاطر الناجمة عن سوء توظيف وسائل التواصل ألاجتماعي والتي أصبحت تمثل المصدر الرئيسي للعديد من الشائعات خاصة مع تنامي ظاهرة الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة ، فضلاً عما تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي من سهولة وسرعة في نشر وتداول المعلومات والأخبار عليه ، وذلك لعدم وجود رقيب أو قواعد وأسس للنشر على تلك المواقع.