بقلم: لين عطيات
قد تشكل الظروف سداً عازلاً يتطلب منا التغيب عن المشهد العام، ويفرض على أفعالنا وآرائنا التغيب معها أيضاً ،وهذا ما نتوقعه بأن يتطابق مع الحاضر اليوم ،فظرف العالم قد يجعل البعض من المسؤولين متغيبين منقطعين التواصل عن المشهد الداخلي الذي يتطلب التواصل الدائم مع الأفراد ،وإذ لاحظنا سنجدها وصية وصى بها صاحب الجلالة الملكي الملك عبد الله الثاني ابن الحسين خلال اجتماع عقده مع بعض المسؤولين قبل أيام مشيراً إلى أهمية ذلك ،ورسالة حية من هنا تجعلنا نقف ملياً مستشعرين وجود جلالته بيننا مطلعاً على المشهد الداخلي ومتطلباته ومؤكداً على أهمية استشعار النبض الوطني الداخلي ،والقيام بما يلزم دون كروت الواسطات والمحسوبيات، والتي سبق وأن طالب الشعب باحراقها لما تسببه من مساس بحقوق وكرامة المواطنين والتي أشار إليها جلالته بحزم .
الخلاصة في الألماسة
في حين أن الساحتان العربية والعالمية تشهدان توتراً مقلق تبقى عيون الأفراد مترقبة للأفعال والردود ،ولكن الأعيُن الكبرى تبقي ناظريها على الرد الهاشمي وتقود هذه الأعيُن أسئلة كثيرة ملخصها( أين الرد الملكي ؟)إلا أن الرد الملكي يكون قيد التجهيز تتحضر مكوناته الحكيمة ،ولغته العقلانية ،وشذاه الذي يثلج الصدور ،وصنعه الأصيل بما يتناسب أن نطلق عليه الخلاصة في الألماسة ليشكل الرد الهاشمي النقطة التي تحسم الأمر دائماً على طريقة الجواد الأصيل ،وهذا ما تعودنا عليه فصاحب الجلالة سيد رسالة السلام الذي لا يختلف عليها اثنان ،وهذا ما لمسناه في انصافه لطفل الزرقاء واحيائه لذكرى رسول الخلق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد إطلاق الصور المسيئة لنبينا الأكرم وما شهدته الأمة من إهانة .
الموقف في الموقع
نحن نعيش في عالم تكاثرت فيه الآراء حتى ضللنا الصواب منها، فأصبح التعامل مع الرأي سطور تزين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ،ويتغنى بها الناشطون ،ويتنازع بها المغردون بين بعضهم البعض ،ويتناقلها من زعم أن به صمم ،وتبقى كل هذه الآراء حروف لا يمكن ترجمتها على أنها مواقف ،فالازدحام فيها جعلها تفقد طاقتها في الضغط والتحول والإسهاب بها أصبح عادياً جداً ،فالآراء اليوم لا تقدم ولا تأخر في حين أننا لو تأملنا قليلا بترجمة آراء الهاشميين سنجد فيها تحولاً عبقرياً إلى مواقف جادة ،فالآراء التي كانت من الممكن أن تنضم إلى ازدحامات الآراء على المواقع تمازجت مع مصافحة يد مع اليد التي يعنى بها الرأي لتشكل موقفاً جاداً وحاسما لا يتخلله أي حرف لا فائدة منه ،كموقف جلالته الأخير حين حدث الأردنيين الذين تعرضوا للهجوم في فرنسا فرأيه هنا تحرر ليشكل موقفاً في موقعه النشط
لا بد لنا من التأمل قليلا في هذه الرسائل الذي يضعها جلالته بين أيدينا من خلال مواقفه، فخلفها دروس عظيمة يقدمها لنا على طريقته في كل مرة منها أن المواقف في المواقع حكمة ،وأن الرد الصحيح يكمن في خلاصة الألماسة التي تصنع بالصبر ،وأن أصواتنا دائماً مسموعة ،وتواصلنا من مواقعنا مع بعضنا البعض أمر واجب ،إنه رجل السلام يا سادة .