بقلم: سعد فهد العشوش
لا يختلف اثنان على أن العمل الحزبي يعتبر جزءاً من الحياة العامة في الاردن، على اعتبار ان الأحزاب مؤسسات وطنية تسهم في تنمية المجتمعات سياسيا وثقافيا واجتماعيا وتحافظ على استقرارها، ولأن الشباب هم الشريحة الأهم في المجتمع وفي حراكه الديمقراطي والسياسي، فلا بد من مشاركتهم في رسم وتشكيل الحياة العامة لوطنهم.
كما أن الاهتمام بالشباب لم يأتي من فراغ فهم محور أي عملية تنموية فلا بد من توعيتهم وتثقيفهم سياسيا حتى يكونوا قادرين على تحديد مسار الحياة السياسية الأردنية، وينتقلوا من دور المتأثر الى دور المؤثر وتجعلهم اكثر تقدما للتفاعل الفكري والعملي لضمان نجاح العمل الحزبي الذي يصب في النهاية في مصلحة الوطن والذي ينضوي تحت مظلة الدستور ويعمل ضمن ثوابت الدولة الأردنية وبالتالي نكون قد عززنا ثقة الشباب بالأحزاب وأسسنا بيئة حاضنة للعمل الحزبي الصحيح.
وعند حديثنا عن الثقافة السياسية او المشاركة الحزبية فاننا نتحدث بالدرجة الأولى عن الشباب وعن دورهم ومكانتهم الحقيقية في المجتمع، فهم الحلقة الأقوى وهم القادرون على بناء المستقبل الأردني السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، واننا اذ نؤمن بذلك فاننا بحاجة الى تعميق القيم الجليلة في دواخل الشباب وان يتشربوا مضامينها عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية حتى يكونا عناصر فاعلة وجزءا مهما من البناء القيمي لهذا المجتمع، ويتمتع بالمعرفة الكافية بمتطلبات الممارسة السياسية والوعي بالشؤون الحزبية.
فالأحزاب الأردنية بحاجة الى اعادة بناء الثقة بينها وبين الشباب وأن تكون بيئة جاذبة لا طاردة لهم، فالشباب الأردني يتطلع الى أحزاب وطنية برامجية ذات امتدادات شعبية بحيث تكون قادرة على ترجمة افكارها على ارض الواقع وتحويل شعاراتها الى سلوك وممارسة عملية.