وطنا اليوم:وصف الجراح الذي أشرف على حالة إسحاق رابين، اللحظات الأخيرة من حياة رئيس وزراء الاحتلال الأسبق داخل غرفة العمليات، قائلا “رأيت الجراحين وأطباء التخدير وأفراد العناية المركزة منهارين على الأرض، كان مشهدا نادرا لم أره من قبل”.
وتحدث الجراح جوزيف كلاوسنر للقناة 12 العبرية قبل أيام على الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل رابين الذي تعرض لعملية اغتيال في تل أبيب عام 1995.
وقال الجراح كلاوسنر في الحديث الذي نشرته أيضا صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، “لم يكن هناك أحد يجرؤ على إعلان الوفاة في اللحظة التي توقف فيها نبض رئيس الوزراء”.
وتعرض إسحاق رابين لإطلاق رصاص من قبل متطرف يدعى إيغال عامير، وذلك أثناء تجمع يظهر جهود رابين لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وحاز رابين على جائزة نوبل للسلام عام 1994، في أعقاب المساهمة البارزة في توقيع اتفاقية أوسلو، وهو اتفاق سلام وقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب بوساطة الولايات المتحدة في عام 1993، حيث سمي باتفاق أوسلو نسبة للعاصمة النرويجية التي جرت فيها المباحثات قبل توقيع هذه الصفقة.
كان الجراح يتابع الخطاب الذي ألقاه رابين عبر التلفاز، قبل أن يتلقى مكالمة هاتفية تطلب منه الحضور للمستشفى لإنقاذ حياة رئيس الوزراء الأسبق.
يذكر البروفيسور كلاوسنر تلك اللحظات قائلا: “كانت هناك موجات أظهرت كما لو أن القلب ينبض، لكن هذا بسبب محاولات إنعاش صدره المفتوح”.
وأضاف: “كانت هناك بضعة دقائق على الشاشة تظهر عليها علامات الحياة. القلب ينبض في الواقع، وهذا منحنا إحساسا ضعيفا بالأمل”، مردفا: “كان من الواضح في هذه المرحلة أنه لم تكن هناك فرصة لإنقاذه لكننا واصلنا المحاولة دون أن يتمكن الاستسلام منا”.
وتابع: “بعد أن جاءت اللحظة المدمرة، لم يكن هناك أحدا يمتلك الشجاعة ليعلن عن وفاته”، مضيفا: “لكن لم يكن هناك خيار سوى إعلان وفاة رئيس الوزراء، كان علي أن أقف وأعلن بكل أسف ذلك النبأ”.
قال إنه حاول تهدئة الموجودين في غرفة العمليات المكتظة، لكنه أدرك أيضا أن هناك خطوات عملية يجب اتخاذها في مواجهة مثل هذا الحدث الهام، بما في ذلك التوقيع على شهادة وفاة رئيس الوزراء.
ويتذكر كلاوسنر أيضا: “كانت لحظة مروعة، لن أنساها أبدا”.
وأشار كلاوسنر، وهو رئيس قسم الجراحة في مستشفى “إيخيلوف”، إلى أن فرصة نجاة رابين مستبعدة حتى لو كانت الحادثة اليوم مع تطور الهائل في التقنيات الطبية.
ومضى قائلا: “كلما يمر الوقت أكثر، ندرك أن رحيل رابين خسارة جسيمة”.
تولى رابين وهو عسكري في جيش الاحتلال، منصب رئاسة الوزراء خلال حقبتين زمنتين مختلفتين الأولى كانت في الفترة ما بين أعوام 1974 و1977، فيما كانت الثانية منذ عام 1992 وحتى وفاته في 4 تشرين الثاني 1995.