وطنا اليوم-ظهر يوم اثنين ما بين الساعة 3-5 عصرا ، فريق من جهة رقابية يداهم قصرا في عبدون مملوك لصاحب مستشفى خاص .
قوة المداهمة تصل الى القصر ، و يتقدم احد عناصرها ليدق على جرس بوابة القصر ، و يخرج عامل هندي ليفتح الباب ، ويسأل عنصر المداهمة
أين صاحب البيت ” فلان الفلاني ” ، تخرج سيدة في اواخر الخمسينيات تصرخ في وجه قوة المداهمة ، و تهدد باستخدام اسماء لمسؤولين كبار في البلد
وترفع صوتها ،و تنهال بالشتائم على قوة المداهمة .
فريق المداهمة تعامل بمهنية و حرفية ، ولم ينجر وراء انفعالات السيدة العجوز و محاولتها لخلق ازمة و تصعيد يجنبهم القيام بالمهمة والواجب الرئيسي
الموكل لهم للقيام به في قصر رجل الاعمال ومالك المستشفى الخاص المتهرب من الضريبة ، و في سجالاته الضريبية قضايا مليونية ، وتهم تزوير
و اخفاء وثائق و بيانات مالية و ضريبية .
حالة من التوتر ، و الصوت و الضجيج والصراخ انسحب الى داخل القصر ، و تحديدا الى “لايفنج روم ” ، و حيث يجلس الضيوف المدعوين على حفل
غداء متأخر على ” الطريقة الامريكية” ، و يقام على شرف رئيس حكومة سابق .
يسمع رئيس الحكومة السابق الصوت ، و يقفز من مكانه ، و يهلع الى خارج القصر ، و معه مرافقة و حراس شخصيين ، و من شدة الغضب
يخلع الجاكيت ، و يفتح ازرار القميص ، و يشعل السيجار غضبا ، و يصرخ في وجوه فريق المداهمة ، ويسألهم من هو ملعمكم ، و لماذا بعثكم الان ؟
و بكل لابقة و ادب و احترام لا يرد عناصر فريق المداهمة على دولته ، ويستسمح منه احدهم ، بطلب عدم التدخل و ترك المجال امامهم لكي يقوموا بواجبهم
دون “شوشرة و تشويش ” على عمل الفريق .
يشتعل غضب دولته ، و يصرخ و يشتم و يعلو صوته على فريق المداهمة ، و يطلب من مرافقه ان يطلب له ” رئيس الحكومة او اعلى حدا في البلد” ليحكي
معه و يبلغه بالمهزلة اللي بتصير في الاردن .. ومن هنا لا نعرف من طلب ، و بمن اتصل ، و ماذا وقع من كلام على هاتف دولته ؟!
و في الاثناء دخل فريق المداهمة الى غرف القصر ، و اخرجوا اجهزة لاب توب و حواسيب ووثائق واوراق يبدو انها مهمة وخطيرة . الضيوف شخصيات مهمة و بارزة و مهمة للغاية ، و في مراكز و مواقع حساسة سياسيا و غير ذلك .
للامانة فان الوحيد الذي تصدى لفريق المداهمة من الضيوف هو رئيس الحكومة السابق ، و فيما البقية التزاموا الصمت و لم يحركوا ساكنا ، و بعضهم اتصل
بي قبل ايام موضحين و معلقين على منشور سابق نشرته عن حادثة المداهمة ، وقالوا : انهم اكلوا “طعم محترم” ، و انهم اوقعوا بالفخ ، وجرى التغرير بهم و توريطهم في العزومة ليكونوا غطاء على مداهمة كان يتوقعها رجل الاعمال وزوجته .
طبعا ، مالك المستشفى وهو رجل اعمال خجول لا يعرف “الخمسة من الطمسة” .و من رتب العزيمة بكل تفاصيلها ، ومن الاخضر الى اليابس ، وجلب هولاء الضيوف الهوامير و” الخمس نجوم “، هي زوجته . و من حضر و اعتذر عن الحضور استغربوا اصرار زوجة رجل الاعمال على الحضور ، و الحاحها على اقامة الدعوة رغم محاذير جانحة كورونا و اجراءات السلامة العامة ، و التحذيرات الرسمية ، واعين الرقيب التي ترصد و تتبع و تستقصي اي تجمع و تجمهر عام لا يتلزم بالتباعد الاجتماعي و اوامر الدفاع .
رئيس الحكومة السابق اللي عمل فيها ” رامبو و سوبر مان ” وقع في الفخ ايضا . المهم أن زوجة رجل الاعمال التي تروج باوساط الساسة والبزنس بانها مراسلة لصحيفة امريكية مهمة ، تبين انها مجرد موظفة علاقات عامة و اقل ، ووظيفيتها في الاردن منسقة من درجة خامسة ، ترتب زيارات لوفود اعلامية و سياسية امريكية واجنبية ، و تحجز مطاعم و فنادق ، و تنظم رحلات لرم والبحر الميت والمغطس ، وزيارات لوسط البلد .
واتحدى اذا كتبت خبرا صحفيا في حياتها ؟ والزميلة الفاضلة لا تربطها اي علاقة بالاعلام من قريب او بعيد .. وليس هذا مهما كثيرا ، فاغلب مراسلي الصحف و الوكالات و الفضائيات الاجنبية في عمان نعرف من يكتب و يهندس و يحرر و يشرف على اخبارهم و تقاريرهم .
القضية بعهدة الجهات الرقابية المعنية . و اكثر ما يهمني من النشروتكرار النشر واعادة النشر السؤال بقلق وإلحاح عن التهرب الضريبي والمال العاموهل جرى حل القضية وتسويتها وفقا للاصول القانونية ؟
دمتم بود و عافية ، ورمضان كريم .
فارس الحباشنة.