تقول الأمثال ” شر البلية ما يضحك” و ” إن كثرت همومك غنيلها” مجسداً تعامل الناس مع فايروس كورونا المستجدّ، حيث تروج التعليقات والفيديوهات والعبارات والصور والوسوم “الهاشتاجات” الساخرة على وسائل التواصل الإجتماعي كمثل الفيسبوك واليوتيوب والواتساب وتويتر ليجد الناسُ فيها وسيلةً نفسية وتسلية تعبرعن الأردني لتشمل معاناتهم بطريقة فكاهية من الحظر وإغلاق بعض المدن والبلدات والقرى والأحياء السكنية وتعليق العمل والدراسة والتعليم عن بعد والحجر في الفنادق والمنازل والعام 2020 ذاته وعلاجات الفيروس وتوزيع الخبز والخروج من المنزل لرمي القمامة في فترة الحظر وكذلك النكات التي تسخر من قدرة الدول العربية على اكتشاف الأدوية وأن من الأفضل الدعاء “للكفار” بأن يكتشفوا دواءً كي نتعالج وغيرها من القضايا التي نشأت عن هذا الفيروس. وفي الأردن كان لجائحة فيروس كورونا كم هائل لا ينضب من النكات التي يصعب حصرها لأنها تتولد كل لحظة كلما وقع أمر يرتبط بهذا الوباء. لقد تنوعت المواضيع التي طالتها النكتة في المجتمع لحظات الخوف والقلق التي أصابت المواطنيين عند إعلان ظهور أول حالة لمريض بفيروس “كورونا” في الأردن قادما من إيطاليا، والإجراءات والتصريحات الصادرة عن الحكومة حيث كان النصيب الأكبر منها منصبا على وزارات الصحة والتربية والتعليم والإعلام ممثلة في وزرائها لأنهم كانوا على تماس مباشر يومي مع المواطنين ولأن هذه الوزارات تكاد تشمل جميع المواطنيين. كما شملت النكتة النواحي الإجتماعية ممثلة في العلاقة بين الزوجين وبين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع عموما كالتباعد الإجتماعي والمصافحة والتحية وظاهرة التقبيل الشائعة في المجتمع الأردني، وكذلك بعض الأفراد المصابين بالفيروس والمناسبات الإجتماعية كالأفراح والولائم التي كانت سببا في انتشاره إلى جانب التعليم عن بعد في المدارس والجامعات وما رافق ذلك من إرتفاع كبير في نتائج الطلبة. وكان لبعض التصريحات الصادرة عن بعض الأشخاص ذوي العلاقة بجائحة فيروس مورونا دور كبير جدا في تشكيل النكات وانتشارها كمثل مسألة الضبع وكذلك الكلب الذي أصيب بالكورونا حيث أشعل عاصفة من الوسوم والنكات المكتوبة والمصورة ومقاطع الفيديوهات والأغاني وأفلام الكرتون المركبة والمدبلجة التي أستخدمت صورها مترافقة مع كلمات ساخرة عن الفيروس وما ارتبط به من أحداث وإجراءات وعن ردود الأفعال تجاه الأقارب والأصدقاء الذين لهم تظهر عليهم أعراض مرضية عابرة مشابهة لأعراض الإصابة بفيروس الكورونا وعن الكمامات ووسائل الحماية الشخصية. لقد أدت جائحة كورونا إلى إشعال قريحة الناس في ابتكار مستحدثات لغوية تثري اللغة على المستويين الفصيح والعامي وهذا أمر مستمر كلما ظهرت أزمة أو حدث ما.
عمر هزايمة