د. عادل يعقوب الشمايله
يلومون السودان ويؤلفون قصائد الهجاء بمن يحكمون السودان الان بعد انتفاضته التي تأخرت كثيرا. يلومون السودان على رضوخه وقبوله تطبيع العلاقات مع اسرائيل.
اعلى الاصوات في اللوم وجهنمة من يحكم السودان هم الاخوان المسلمون وبعض تيارات الاسلام السياسي، ومن يستمع اليهم ويصدق مزاعمهم.
في عام الرمادة، اوقف عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني للمسلمين وأحد المبشرين بالجنة، حد السرقة. وقد برر قراره بفتوى تقدمية منه وهي ان السرقة التي تجري في ذلك العام ليس هدفها جني المال للغنى، وانما لتجنب او تأجيل الموت جوعا.
بالمقارنة، حكم امير المؤمنين عمر البشير بمشاركة ومباركة الاخوان المسلمين السودان، بالحديد والنار والفساد والافساد لمدة ثلاثين عاما. ادخل السودان خلالها في حروب ونزاعات داخلية مزقت الشعب الواحد وخلفت ملايين القتلى والمشوهين والمهجرين. وانفصل الجزء الجنوبي من السودان، وكانت عدة اقاليم تسير على طريق الهرب منه.
كان الدافع وراء غزوة مؤتة هو تأديب الوالي الروماني الذي قتل المبعوث الدبلوماسي للرسول الذي حمل رسالة من النبي لذلك الحاكم. أي ان الاعتداء على السفارة يعتبر بمثابة اعلان حرب على الدولة التي تعود لها السفارة.
لم يع عمر البشير وجماعات الاسلام السياسي هدف غزوة مؤتة، بل سلكوا سلوك والي روما. أدت سياسات، بل حماقات عمر البشير ومن كان يسمح لهم ويتستر عليهم،” القيام باعمال ارهابية ضد مصالح الدول الاجنبية في السودان والدول المجاورة ، وقتلِ المئات من العاملين في بعض السفارات، تحت عنوان الجهاد الذي وظفوه افظع توظيف. رغم ان السودان موقع على الاتفاقيات الدولية التي توجب حماية السفارات.
كلمة مصالح اجنبية ترتبط في اذهان العربان بالاستعمار والنهب والتآمر، وبالتالي يصبح استهدافها جهادا. مع ان للسودان مصالح في عشرات الدول ويرفض استهدافها. وكذلك للاردن ومصر وتركيا مصالح في الدول الاخرى تعتبر من وجهة نظر مواطنيها مصالح اجنبيه.
النتيجة، عوقب السودان بغزوة دولية بتدبير امريكي. غزوة اقتصادية وسياسية. كانت كافية لتحويل السودان الى اطلال دون اراقة دماء، لأن عمر البشير وداعميه من الاسلام السياسي كانوا “مكفين وموفين” تقتيلا بالسودانيين.
الذين زغردوا لتفجير السفارات والتعرض للمصالح الاجنبية لم يدركوا، أو لم يأبهوا لحجم العقوبة مقابل جهادهم المزور. جهادهم الذي يرفضه الله ، ويحاربه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شحد السودانيون الملح نتيجة حكم الاسلام السياسي بقيادة عمر البشير، في حين عثر على عشرات الملايين من الدولارات في بيته، عدا المليارات التي هربها هو مساعديه ونوابه ووزرائه وقيادات الجيش وجماعات الاسلام السياسي.
ولأن السودان لم يعد يقف على الحافة، بل سقط في الهاوية، كان لا خيار له سوى البحث عن حبل. الملايين التي كان عمر البشير قبضها من بعض الدول العربية والتي كانت تعتبر حلالا، لم تصل الى الشعب السوداني الجائع وتمكنه من الصمود في وجه العقوبات الدولية، بل سربت الى خزائن وحسابات العصابة الحاكمة، عصابة امير المؤمنين عمر البشير.
بعد نجاح الانتفاضة الشعبية التي كنست القاذورات التي كانت تتراكم على كراسي الحكم في السودان، لم يجد الحكام الجدد، حجارة ولا حصى ولا طوب ولا خشب ليعيدوا بناء ما هدم وجرف، فقد رجع السودان الى العصر الحجري بسبب هدى مسيلمة الكذاب.
يملك قادة الاسلام السياسي عشرات المليارات من الدولارات التي كدسوها من نهب السودان ومن تبرعات المسلمين، ومن أُعطيات الحكام العرب الاغنياء.
كان على اصحاب مشروع “الاسلام هو الحل”، صياغة استراتيجية اقتصادية وسياسية اسلامية!!! لاخراج السودان من الهاوية التي اسقطوه فيها، وان يمولوا مشاريع تلك الاستراتيحية وان يربحوا كثيرا من المال أيضا. لكنهم فضلوا تخزينها في الملاذات الامنة، وفي الاستثمارت في امريكا والدول الغربية وامريكا الجنوبية.
السباب على السودان لن يوقف قافلة التطبيع مع اسرائيل، كما لم يوقف السباب قرارات التطبيع السابقة، ولن يوقف قرارات التطبيع الآتية قريبا وتباعا.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل”. ويقول الله عز وجل ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”. الله والمؤمنون شاهدوا بكامل بصرهم سوء اعمال من حكموا السودان ومن كان يوحي اليهم، وشاهدوا نتائج ذلك العمل السئ.
يا جماعة “الاسلام هو الحل” حكمتم السودان ٣٠ عاما وخربتموه، هل لكم ان تستغفروا وتتوبوا وأن تساعدوا السودان ولو بشق تمره، فذلك خير من السباب الف مره، أو ان تحلوا عنه وتتركوه، عل من جاء بعدكم ان ينقذوه.