الدكتور خلف ياسين الزيود
تواكبت الإساءة إلى شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع بداية انطلاق نور الإسلام في مكة المكرمة، وكان مصدرها المشركين، الذين لم يتوانوا ولم يتركو وسيلة أو اسلوب لمحاربة الرسول من ذم وتحقير وتكذيب لشخصه صلى الله عليه وسلم، والاستهزاء به وبما يقول، وذلك لمحاربته كشخص وكدعوة، فلم يكفوا عن ذلك لكي يصدوا الناس عنه وعن تصديقه صلى الله عليه وسلم.
فعند ذلك الزمن هبت كل زعامات الارض تقاومه وتحاربه بكل قوة لأنهم كانوا يرون فيه خطراً على نفوذهم، وتهديداً لزعامتهم ومجتمعاتهم، وهى نفس المخاوف التي يراها الكثير اليوم بأن الاسلام ( اسلام محمد) بأنه قوة دائمة ومستمرة ومنتشرة تدريجياً في كل المجتمعات ودخول أعداد كبيرة من الناس في الإسلام.
اليوم يهتم الكثير من العالم غير المسلم بما يحدث من إساءة لنبي المسلمين، ويترقبون ما يصدر عن المسلمين من أقوال وأفعال رداً على هذه الاسائات.
اذاً العالم الان جاهزاً لسماعنا نحن المسلمين، فماذا نحن وكيف نحن فاعلون؟ فلماذا لا نجعل ردنا عليهم، رداً حسناً نصوبه بعناية، لعلّ الله أن يأخذ بايدينا ويساعدنا لنصدّ عن نبينا هذه الاساءة، وذلك بدخول الكثير منهم في دين محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا هو ديننا الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنى.
نحن بحاجة الى توجيه خطاباً لا ينتقص من دين أحد ولا يسيء لاي ديانة أو معتقد ولا يهاجم فكراً لأحد، لا بل يجب أن يطرح ويبين كل ما هو مشترك بين الاسلام وغيره وخصوصاً المسيحية التي يؤمن بها غالبية أهل الغرب، فنعرض آيات القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، التي تحث المسلمين وتأمرهم باحترام نبي الله عيسى عليه السلام وأمه مريم عليها السلام، والانبياء والرسل جميعهم.
وهنا سنقطع الطريق على بعض الجهات المتطرفة التي تحاول باستمرار تغذية الخلاف بين المسلمين والاخرين، عن طريق تشويه صورة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
وهنا ايضاً وبما ان المسلمين يرفضون الإساءة لأنبياء الله كافّة ولا يسمحون ولا يمارسون ذلك على الاطلاق، الا أن من حقهم بأن يرفضوا ويستنكروا الاساءة من شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي قال عنه الله سبحانه وتعالى بأنه (على خُلُقٍ عظيم )، وأرسله الله تعالى رحمةً للعالمين. هذه امة العرب والمسلمون أصحاب رسالة، فاسلامنا هورسالة الوسطية والاعتدال، وامتنا أمّة العقل.
وهنا نقول أن التصرف العقلاني يستوجب من مسلمي الدول التي تنشر هذه الاساءات أن يقاضوا الصحف المسيئة قانونياً، وأن ينشروا المقالات التي ترد على نواياهم والتي تذهب الى ربط الإسلام بالإرهاب