وطنا اليوم:المعدن الأصفر، لم يسلم هو أيضا من ضربات كورونا الموجعة، فمحال بيع الذهب تكاد تخلو من الزبائن، والإقبال على شراءه بات آخر اهتمامات المواطن.
تجار الذهب الذين يئسوا من بيعه في زمن الكورونا، هم مقصد كل من يطلبه، إلا أن الجائحة التي ألقت بظلالها على كل شيء حالت بينهم وبين الراغبين به.
ترتبط حفلات الزفاف بالذهب ارتباط الخيط بالإبرة، فالذهب يكلل العرائس ويزيد فرحهن بهجة، لكن صالات الأفراح المغلقة منذ بدء جائحة كورونا أجلت الكثير من الأعراس التي كانت تزيد من نسبة شراء القلائد والأساور الذهبية.
أسعار الذهب تشهد هذه الفترة ارتفاعا وُصف بغير المسبوق منذ سنوات، الأمر الذي زاد من عزوف المواطنين عن الشراء، فالعوامل اليوم عديدة وجميعها سببت ركودا في سوق الذهب، سواء على صعيد البيع أو الشراء.
الذهب الذي لطالما زيّن السواعد والأعناق، أصبح سلعة تراوح مكانها في واجهات محلات بيع المجوهرات منذ أشهر، وكأن الناس في قطيعة مع هذا المعدن، أما الخسائر المترتبة على ذلك فحدّث ولا حرج.
الى ذلك قدر ممثل قطاع الالبسة والاحذية والاقمشة والمجوهرات في غرفة تجارة الاردن اسعد القواسمي، حجم التراجع في نشاط حركة شراء وبيع الذهب من المواطنين خلال الأشهر الماضية من العام الحالي بنحو 70 %، مقارنة مع الفترة نفسها عام 2019.
وارجع القواسمي في تصريح صحفي ، هذا التراجع الى تأثيرات أزمة فيروس كورونا واغلاق صالات الافراح والمناسبات والحظر الشامل والجزئي والاشتراطات الصحية وأوامر الدفاع التي منعت التجمعات لأكثر من عشرين شخصا.
واشار كذلك الى الاسعار العالية التي حققها المعدن الأصفر خلال العام الحالي ما دفع المواطنين للاحجام عن عمليات الشراء والتركيز على البيع للاستفادة من فروقات الاسعار الجديدة، متوقعا ان تستمر اسعار الذهب عالميا في حالة تذبذب لحتى بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية.
وبين القواسمي ان حالة الركود التي يعيشها السوق انعكست سلبا على تجار القطاع، وبخاصة في ظل ارتفاع كلف التشغيل والالتزامات المالية المترتبة عليهم، موضحا ان هذا دفع البعض منهم لبيع جزء من مخزون الذهب للايفاء بالالتزمات.
واشار الى ان قطاع المجوهرات يعتبر من القطاعات المتضررة اقتصاديا جراء جائحة فيروس كورونا، داعيا الى ادراجه ضمن القطاعات الاكثر تضررا .
ولفت القواسمي الى ان العروض والتنزيلات التي يعلن عنها البعض احيانا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي صحف اعلانية، محدودة جدا وغير صحيحة ولا تعكس الواقع الحقيقي للاسعار، كون اسعار الذهب المحلية ترتبط بالسوق العالمي.
واكد ان بيع سعر المعدن الاصفر اقل من سعره العالمي يعتبر تضليلا للمواطن والمستهلك، مبينا ان دمغة الذهب وصناعة المجوهرات بالسوق المحلية تتم ضمن المواصفات العالمية، وتخضع لرقابة مشددة من مؤسسة المواصفات والمقاييس.