شهداء مشفى السلط

11 أبريل 2021
شهداء مشفى السلط

شهداء مشفى السلط

شعر :- أبو عربي إبراهيم أبو قديري

 

يا سلطُ جرحك في القلوب كبيرُ هل هكذا حتى يفيقَ ضميرُ ؟!
قتْلٌ بمستشفى لمن طلب الشفا لكنه الإهمال والتقصيرُ
في الخلد أرواح بها اختنقت إذا لا أكسجين . فشهقةٌ وزفيرُ
وعزاؤنا للأهل كان بعونهم نعم الإله مدبّر وكبيرُ
شهداء مشفى السلط قد أودى بهم سوء الإدارة بئسما التدويرُ
مات الضمير ولا حسابٌ رادعٌ وبدون تقوى الله لا يقوى ضميرُ
ولقد فتحتم بالمواجع جرحنا لا الزور يطفئها ولا التزويرُ
خرست حروفي كيف ألجمها الأسى جلّ المصاب فأخفق التعبيرُ
صنفان نحن و((قسمة ضيزى)) بها متضررٌ يفنى وخوّان فجورُ
يغفو على شوك التراب فقيرنا وفراش مجتمع اللصوص حريرُ
حُلم الجياعِ كفافُ عيشٍ عفّةً وحظوظ أبناء الذوات قصورُ
وإذا الكريهة كشّرت أنيابها ضحّى الفقير ليهنأ المخمورُ
لو كان هذا الفقر شُحَّ مواردٍ قلنا : ارتضوا هذا هو (الميسورُ)
القلب ينزف والعيون عصيّة هيهات . لا يبكي من الوجع الكبيرُ
يا حرة ضمي جراحك عِزّةً تتبدل الدنيا إذا غضب الصبورُ
ها أنت من عمر الزمان أبية شماء خالدة وتنصرف الدهورُ
كم غابةٍ يلهو بها متنزِهٌ وخلالها همس الأسود زئيرُ
أخواتك المدنُ الوفية كلها ثكلى ودمع المقلتين هديرُ
وإذا المعاني و البيان تزاحمت لا يبقى ما بين السطور سطورُ
وعجزت أفصح من حصاةٍ في فمي ولجامنا إما حديد أو حريرُ
يا سلط أم المكرمات على المدى لمن استجار فأنت أنت مجيرُ
سباقة عند الشدائد نبضها وعي وعلم حكمة تدبيرُ
يا درة التاريخ والجغرافيا يا من بحكمتك الزمان فخورُ
ولربما فتنةٌ في البيت نائمة قد يشعل النيرانَ بالعبث الصغيرُ
من يضبط الإيقاع هذا كله ! بل حسبنا الحكماء والله القديرُ
ونفوسنا عجزت تغيّر ما بها خالت بأن عدوها التغييرُ
يا ربنا أنت الملاذ لشعبنا ولأنت وحدك بالجلال جديرُ
ولأنت علّام الغيوب بحالنا أدرى بواقعنا وما تخفي الصدورُ
تاهت مراكبناوبحرٌ هائجٌ رحماك وحدك منقذٌ ونصيرُ