شخصيات وطنية توجه رسالة الى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم

8 أبريل 2021
شخصيات وطنية توجه رسالة الى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم

وطنا اليوم-التقى نحو 45 شخصية سياسية وأكاديمية وإعلامية من مختلف أنحاء المملكة في منزل النائب السابق الدكتور أنور العجارمة، وتداول المجتمعون الحدث الذي اذهل الأردنيين في ظل صمت الاعلام الرسمي ومحاولة البعض تأجيج وشيطنة الحدث، ومن باب المناصحة الأمينة بين اطراف المعادلة السياسية وشراکة التاريخين مؤسسة الحکم ومؤسسة الشعب الأردني، رفع المجتمعون برسالة من خلال رئيس الديوان الملكي املين حل المسئألة من خلال البيت الهاشمي دون تدخل أي طرف لقطع الطريق امام المغرضين و دکاکين الإعلام الصفراء وغربان البث الناعقة وان يستفاد من هذا الحدث ليكون نقطة تحّول لمراجعة أجنداتنا الوطنية وتعديل مسار الدولة بـ حکمةً وبصيرة وهذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

“عندما يکون أمن الأردن علی المحك يصبح الصمت جريمة”

حضرة صاحب الجلالة الهاشمية  الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم؛

انطلاقاً من ثوابتنا الوطنية الراسخة، وبدءاً من قيمنا الأردنية الأصيلة التي توارثناها منذ عهد أجدادنا الذين احتضنوا نواة تشکل الدولة الأردنية حين کانت إمارة، وقد حمل الأٓباء هذا الإرث  وسطروا في سفر الخلود أروع قصص الشهادة والبطولة دفاعاً عن ثری هذا الوطن ونضالاً لفلسطين التي لا زالت تفتش عن قومها في ظلام غربتها السرمدية، ومعرجين علی  أجدادنا الذين أبرموا المٶتمر الوطني الأول في25تموز عام 1928 ضمن ثوابتهم الوطنية، ولا زلنا أبناء تلك الهامات التي لم ولن تنحني إلا لخالقهاﷻ، وتعلم يا جلالة الملك أن هذا السرد ليس تعريفاً لك بمن تحکم من هذا الشعب بقدر ما هو تأکيداً علی أننا ننهل کلانا نحن وأنت من عراقة شراکة التاريخ وحيز الوجود الذي بدأناه معاً كمؤسسة الحکم ومؤسسة إسمها الشعب الأردني کرکيزة هي الأساس في  هذا الوطن .

جلالة الملك،

إن هذه الرسالة المغلفة بضمير الشعب المرؤوس إلی عقل جلالة  الملك الحاکم، لهي من باب المناصحة الأمينة کشرکاء في وطن إذ لا يمکن لکليهما الاستغناء عن الأٓخر بحکم المعادلة السياسية التي لا تخفی علی أحد، إذ نضع بين يديکم هموماً باتت حديث الهمس والبوح حتی وصلت للاستغاثة والتحذير، ونخشی ما نخشاه أن تصبح في الغد القادم علی مفترق طرقٍ لا سبيل للرجعة عنه أو العودة بما يحفظ ماء وجه هذا الوطن بشعبه الغيور الصابر والمحتسب والذي بات يری خيل الأمور تجري بلا أعنة أهلها، ولتعلم يا جلالة الملك أن ما باتت تخفيه بطانتك التي لم تعد تخلص النصيحة وتبصرك المشورة للمصلحة الوطنية العليا  بقدر ما باتت جزءاً لا يتجزأ  من کل ما يحدث ويجري علی ساحة الوطن من تسارع الأحداث وتصاعد وتيرتها نحو غياهب المجهول، ومما نلحظه من تمکينٍ لأشخاص يبيعون الولاء لقاء مصالحهم الذاتية وأناهم الخاصة وقد تم فتح منابر إعلام الدولة والحکومة لهم بخطٍ أخضر يصولون ويجولون بتصريحاتٍ في ظاهرها الرحمة وبباطنها العذاب، وبالذات ما هو حديث الساعة عن قصة تهديد أمن واستقرار الوطن بکل أبعاده السياسية والديموغرافية، وقد أٓثرنا تلخيص رسالتنا تحت البنود والنقاط الرٸيسة التالية:

أولاً:إن رتابة مٶسسة القصر الهاشمي واستقرار الأسرة الحاکمة ضمن بنود الدستور هي  ديدن الحکم وصولجان السلطة السياسية ونموذج للقدوة لهذا الشعب الأصيل، كما ان استقرار مؤسسة القصر بعاٸلته دون استثناء هو مرأٓة الاستقرار النمطية العامة وکحجر أساسٍ لموازنة کل الأمور، فما اعتاده هذا الشعب طيلة مسيرتنا الوطنية معاً وعلی المستوی العالمي، هو أنکم روايةً إنسانية ومثلاً يحتذی في نبذ الفرقة والتنافر، وطالما يا جلالة الملك أنكم ناديتم ودعوتم غير مرةٍ  وفي کل محفل بضرورة تکاتف الجميع من أجل مصلحة الوطن العليا، ونبذ الأنا البغيضة من أجل أن تستمر مسيرة هذا الشعب العزيز بوطنه الأعز، فکيف تستقيم  الشعارات وتتواٸم مع ما نسمعه ونبصره من تعامل أجهزتنا الأمنية مع هذا الحدث، وربما هذا ما بات يوصل الشارع إلی حالة الذهول والانفصام ما بين ما نسمع من قولٍ وما بتنا نراه من الفعل علی أرض الواقع، إذ لا بد من إعادة رتابة الأمور علی أفضل ما کانت، ولتكن خشيتنا علی وطنٍ برمته وجل خوفنا على شعب بأکمله الى جانب خشيتکم علی استقرار کرسي العرش؟.

ثانياً: إن المکون العشاٸري الأردني يا جلالة  الملك بکل أطيافه وأبناٸه ومعتقداته، لهو الجيش الحقيقي والمٶسسة الأمنية الضاربة جذورها في عمق هذه الأرض عمقاً شرفياً وحقيقةً لا تقبل الجدل والاختلاف عليها، فقد لاحظنا في الأٓونة الأخيرة  من عهدکم الميمون  أن هذا المکون الأٛهم بات حسبةً هامشية وربما تعداداً للأنفس  في کشوف الإحصاء لا أکثر، فقد تم إقصاء رموزها الوطنية واغتيال دورها بل ومصادرة حقها في امتزاج القرارت التي اتخذت في تغييبٍ واضح لهذا المکون.

ثالثاً: جلالة الملك؛ يتفق الأردنيون بأدبهم الجم وخلقهم الرفيع أنه لا بديل للهاشميين سوی الفوضی، ولکن هذا الأدب المطلق لا يشمل بطانة الشر والحقد السياسي في الداٸرة الضيقة ممن يظهرون لك برکة النصح وصدق المشورة وهم يحملون أجندات لأوطان وانتماءات لسفاراتٍ وعواصم حجم استثماراتهم فيها أكثر مما يشترون من دکاکين الوطن ومحاصيل أرض الغلابی، وهم ينتمون لها أکثر من هذا الوطن وشعبه وهمومه، وإن هذه البطانة التي استشرت في أوصال الدولة وساهمت لحدٍ کبير في تفکيك مٶسسات الأردنيين وإهدار مقدراتهم الوطنية هي التي لا زالت تسهم إلی حدٍ کبير في توسيع الفجوة وتعميق القطيعة بينشعبکم الذي تحکمون وكافة السلطات حتی وصلنا إلی حالةٍ لا يحسدنا عليها العدو ولا الصديق .

رابعاً: إن محور رسالتنا الأساس هو ما يدور الأٓن عن قضية لما وصفوها محاولة الانقلاب الأخيرة، فلتعلم يا جلالة الملك أن القصة باتت تأخذ مفهوماً عکسيا ومنحنیً أکثر خطورة، أو بالأحری تم تسويقها بعکس ما أريد لها، فوطن بحجم الأردن وشعبه لا يليق به أن يصبح علکةً رخيصة بين فکي الإعلام سواء إعلام الدولة الهش والضعيف أو دکاکين الإعلام الصفراء وغربان البث الناعقة بکل مواطن الخراب وزوايا الدمار لکل ما هو نابض بالأمن والاستقرار والسلام .

خامساً:إن إعلام الدولة الرسمي بات يتدحرج من سقطةٍ إلی أخری حتی وصل للحضيض والشواهد كثر علی ما نقول، وفي القضية الأخيرة مدار رسالتنا قد سقط إعلامنا سقطةً مدوية  بل غاب وغيب الشعب عن الحقيقة التي استقاها من محطات الإعلام الخارجية، وکأن إعلام الدولة أٓخر من يعرف أو أٓخر من يعلم عن مطبخ الدولة السياسي، علماً أنه کان يجب أن يکون جاهزاً وعلی أهبة الاستعداد لمواکبة الحدث، الأمر الذي فتح باب التأويلات والتحليلات علی مصراعيها دون حسم الموقف، وهذا الإعلام هو إحدی أسباب سقوط مصطلح الثقة ما بين الشعب ودولته بسلطاته الثلاث، والتي يستقي منها الحقاٸق فرضاً لا نافلة واستحقاقاً لا صدقةً فيه ولا منةٍ من أحد.

سادساً:فقد بات يا جلالة الملك من حتمية الضرورات إعادة النظر بالمنظومة الأمنية وترتيب أوراق أمن الوطن نتاج ما حدث حتی نواکب الحدث قبل خروجه من بيت الأردنين الداخلي لأقلام العبث وقوی الشر المتربصة بنا بکل سوء.

سابعاً: كما وبات من الضرورة الملحة بمکان إجراء حوارٍ وطني شامل تحت مظلةٍ لجنة ملکية تضع نصب عينيها مصالح الوطن العليا بکل أبعاده الإقليمية وسلطاته ضمن رٶی توافقية تحظی بإجماعٍ شعبي، ويحمل الإصلاحات الشاملة علی محمل الجدًّ، وقد أٓن الأٓوان للسعي الحثيث لعقد هذا الحوار الهام في المرحلة الصعبة والأهم .

جلالة الملك،

نرى إن الأردنين لا يستحقون کل ما حدثبالذات في الاستخفاف في عقولٍ لشعبٍ تحکمونه عبر مسيرتكم أنتم وأجدادکم، ليخرج ناٸب رٸيس الوزراء يتلو نصاً محرراً ومکتوباً کما تحدث هو وأشار بذلك ومنسلخاً عن الواقع المقنع والحقيقة التي لا تخفی علی أحد، قاصدا أن يستغفل فقهنا السياسي وإقناعنا من خلال مٶتمر مصنوع بدمی الإعلام  وأن الانقلاب بضابطٍ وجندي وهي قصة ربما تقبلها العقول وتقنع بها فراستنا الأردنية التي لا تقيس الأمور بعين الذبابة، وقد استخف هذا البيان الصادر بعقل الشعب وعرض سيناريو يفتقد الکثير من الحلقات المفقودة، بل وأدوات الربط ما بين الحدث والأشخاص وصلب القضية، وهذا الذي أٓثاراستهجان الشارع وأٓثار زوبعةً من النقد والتهکم والسخرية علی مصادرة فهم الشعب ومسح عقله التنويري وإخراجه من داٸرة الحدث إلی غياهب التوقعات وسوء الظن وإسقاط أٓخر معاقل الثقة بسبب الإعلام الهش والهزيل، في زمن بات الإعلام من أقوی رکاٸز الدول الحديثة ومن فروض البقاء لا من نوافل الزوال الذي لا نتمناه لوطنٍ شيدناه بالهامات وسيجناه بالرموش وطليناه بدماء التضحيات والشهداء، فالأردن بشعبه لا يجوز أن يکون مجرد عنوان علی شريط إخباري لفضاٸيةٍ ما، ولا يليق بشعبه اغتيال مفاهيمه علی أهواء الهابطين بمظلات الطموح والطمع بضرع الوطن الحلوب وإن جف غادروه لضرعٍ أكثر لبناً وأدسم لحماً.

والخلاصة، إن ما حدث في قصر الحکم الهاشمي هز أرکان الديموغرافيا والسلطة، وإن استهداف احد افراد الاسرة الحاكمة واستثمار هذا الحدث ما هو إلا لأجندات علی سلم أولوياتها زعزعة مٶسسة الحکم ودب رياح الفتنة وتعميق الفجوة وتوسيع الشق في الاستقرار الأردني بکل أرکانه لتصل الأمور لمنحنيات لا تحمد عقباها، ونحن ندعم ترتيب هذا اللبس الذي حصل ضمن البيت الهاشمي دون أن يصبح الأمر مجرد حلقات متلفزة لمنافقي السياسة والإعلام المهدرج في سفاراتتمارس أدواراً ليست بريٸة ولا بعيدةً هدفها شيطنة المشهد وتأجيج الفتنة الناٸمة وبث رساٸل مشفرة لما يدور في عمان لتلتقطها أجندات تجعل منها نقاط ضعفٍ ينفذون من خلالها برامجهم بتکلفةٍ أقل علی جيوبهم السياسية وستکون مکلفةً وباهظة الثمن علی شعبٍ صاغ المٸوية الأولی بصبره وجلده، املين نحن الاردنيين من جلالتکم أن يکون هذا الحدث نقطة تحّول لمراجعة أجنداتنا الوطنية وتعديل مسار الدولة بحکمةً وبصيرة وتنصلاً من أنا الذات ليبقى الاردن شامخاً بشعبة وقيادته بعيدأ عن الانزلاق واختلاط المفاهيم المغلوطة والتي باتت تدس السم بالدسم.

عمان – تحريراً في السادس من نيسان لعام 2021م بتوقيع السادة التالية:

الدکتور أنور عيسی العجارمة السيد عامر الشوبکي
السيد  غازي أبو جنيب الفايز المهندس حمود ذياب الفايز
الصحفي شبلي حسن العجارمة السيد ثاٸر الزعبي
السيد حکمت المستريحي الدکتور محمد يوسف العبادي
الدکتور ماهر سليمان عربيات السيد بشار ابو حمور
الدکتور محمود الحبيس العبادي السيد خالد الشوبكي
الدکتور قاسم العمرو الدکتور غسان الطالب
الدکتور فارس سعود القاضي المحافظ الأسبقعبدالکريم البحري
الأستاذ جمال عيادة الزبن المحامي محمد أبو هزيم
الإعلامي خالد العسود المحارب الدکتور هاني العدوان
المحامي عبدالکريم الشريدة الکابتن أسامة الحياري
المحامي فيصل الخزاعي الفريحات السيد فيصل السطوحي
الأستاذ أحمد الحياري الدکتور تيسير العساف
المحامي راتب الطروانة السيد محمود المکانين العجارمة
المهندس مبارك الطهراوي السيد عقلة النعانعة
الدکتور ماجد عربيات المحامي معن الکردي
السيد عبدالفتاح طوقان الدکتور حسن عبدالله الدعجة
السيد محمد الضمور الدکتور محمد کاسب الشموط
الدکتور حسن المبيضين الإعلامي زهير العزة
الصحفي غالب العلاوين السيد إبراهيم الزاهري
المهندس ناجح الشنيکات المخرج حسن أبو شعيرة
الدکتور المهندس  ياسين الحسبان الدکتور حسن الدريدي