أججت ألمانيا أمس الأول، حرب اللقاحات مع بريطانيا، بإعلان أحد أكبر مشافي العاصمة برلين وقف استخدام لقاح أسترازينيكا-أكسفورد الإنجليزي على الرجال والنساء الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، بعدما ذكر تقرير لوكالة اللقاحات الحكومية الألمانية (الثلاثاء) أن 31 شخصاً تم تطعيمهم باللقاح الإنجليزي أصيبوا بجلطات في الدماغ، وتوفي 9 منهم. وجميع هؤلاء الأشخاص، باستثناء اثنين، نساء تراوح أعمارهن بين 20 و63 عاماً.
ووصفت صحف محلية في بريطانيا المشهد الألماني الجديد بأنه «كلاكيت تاني مرة»، في إشارة الى مسارعة ألمانيا قبل أسابيع إلى تعليق التلقيح بأسترازينيكا، عقب دعاوى مماثلة في الدنمارك. غير أن وكالة الأدوية (هيئة الغذاء والدواء) التابعة للاتحاد الأوروبي، قطعت بأنه لا توجد أية صلة مباشرة بين اللقاح الإنجليزي والإصابة بخثرات دموية
. وهو أيضاً ما توصلت إليه منظمة الصحة العالمية. وقال مسؤولو وزارة الصحة الألمانية إنهم لا يملكون دليلاً قاطعاً على الصلة بين الجلطات المذكورة واستخدام اللقاح الإنجليزي، لكنهم قرروا التصرف من باب الحيطة والحذر.
وتمثل الخطوة الألمانية ضربة جديدة للقاح الإنجليزي. لكنها ضربة أقوى لحملات التطعيم المتباطئة في بلدان الاتحاد الأوروبي، التي تشهد ما وصفه وزير الصحة الألماني ينس سبان قبل يومين بأنها «موجة ثالثة» تدهم البلاد.
ولم تطعم ألمانيا حتى الآن غير 11% من سكانها بالجرعة الأولى من اللقاحات. وهي نسبة ضئيلة مقارنة بـ29% في الولايات المتحدة، و46% في بريطانيا.
وكانت كندا قررت قبل يومين وقف إعطاء «الإنجليزي» لمن هم دون 55 عاماً من العُمُر في عدد من محافظاتها، بسبب مخاوف مماثلة. وتمثل حالات الجلطة الوريدية الدماغية (31 حالة) نسبة لا تُذكر مقارنة بعدد الألمان الذين أعطوا اللقاح الإنجليزي، وهو 2.7 مليون ألماني.
وتمسك العلماء البريطانيون أمس بأن لقاح أكسفورد مأمون وفعال، وبأن ألمانيا تغامر بمزيد من الوفيات بالوباء إذا استمرت في تعليق منح هذا اللقاح بناء على ذلك العدد الضئيل من المضاعفات الثانوية المزعومة. ووصف نائب في مجلس العموم البريطاني (البرلمان) القرار الألماني الجديد بأنه «مسخرة».
وقال علماء جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أمس، إن الجلطات الوريدية الدماغية نادرة الحدوث، وتقع في الولايات المتحدة لنحو 5 من كل مليون نسمة سنوياً.
وذكر الأطباء البريطانيون أن 330 شخصاً فقط يصابون بهذه الخثرات الدموية سنوياً.
وأوردت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يتفاوضان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحصول على لقاح سبوتنك الروسي لبلدان الاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن الزعماء الثلاثة أجروا مكالمة مرئية ليل الثلاثاء بهذا الخصوص.