أعلن مجلس “التنسيق الشعبي” الذي شكلته عدة أحزاب معارضة في قرغيزستان، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنه اضطلع بجميع سلطات الدولة وحل البرلمان، في خلاف مع حلفائه السابقين الذين يسعون لنقل السلطة من خلال المجلس التشريعي.
احتجاجات ضخمة: جاء هذا الإعلان بعدما سيطرت جماعات المعارضة على معظم الأجهزة الحكومية، أمس الثلاثاء، عقب اقتحام مبان حكومية خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات البرلمانية، لكن الرئيس سورونباي جينبيكوف تشبث بالسلطة، بينما تهدد الاضطرابات بدفع البلاد إلى الفوضى.
على خلفية الاحتجاجات، أعلن رئيس الوزراء القرغيزي كوباتبيك بورونوف، ورئيس البرلمان دستانبيك جومابيكوف، الثلاثاء، الاستقالة من منصبيهما، وذلك في رسالتي استقالة عُرضتا خلال اجتماع مجلس النواب برئاسة جومابيكوف.
بدوره قال رئيس البلاد جينبيكوف، وسط اشتعال العاصمة بالمظاهرات، إن ثمة محاولة انقلاب في قرغيزستان التي تستضيف قاعدة جوية روسية ويوجد بها منجم ذهب كبير تديره كندا، موضحاً أنه أمر قوات الأمن بألا تفتح النار في وجه المحتجين تحت أي ظرف، لكن الحكومة ذكرت أن قتيلاً و590 مصاباً سقطوا في الاضطرابات أثناء الليل.
رفض نتائج الانتخابات: وفي وقت سابق الثلاثاء، تمكن المتظاهرون الرافضون لنتائج الانتخابات البرلمانية من إطلاق سراح الرئيس السابق ألمازبيك أتامباييف، والسيطرة على القصر الرئاسي ومبنى البرلمان، ولاحقاً، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في قرغيزيا إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية.
ومنذ الأحد، يتظاهر أنصار الأحزاب التي لم تتخطّ العتبة البرلمانية رفضاً لنتائج الانتخابات بدعوى أنها لم تكن نزيهة وأنه تم شراء الأصوات.
كما أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في قرغيزستان أن 4 من 16 حزباً سياسياً مشاركاً في الانتخابات نجحت في دخول البرلمان الجديد المكون من 120 مقعداً، ليخرج أنصار الأحزاب الـ12 غير الممثلة بالبرلمان في تظاهرات اعتراضاً على النتائج.
يُشار إلى أن قرغيزستان التي شهدت احتجاجات في 2005 و2010 هي الجمهورية السوفييتية السابقة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تنعم ببعض من التعدّدية السياسية، لكنّ البلاد تهزّها باستمرار أزمات سياسية.
وللدولة الواقعة في آسيا الوسطى، التي يبلغ عدد سكانها 6.5 مليون نسمة، تحالف وثيق مع روسيا، كما أن لديها تاريخاً من التقلبات السياسية، ففي السنوات الـ15 الماضية، أطاحت الثورات باثنين من رؤسائها.