وطنا اليوم:لم تشفع التنزيلات التي وصلت الى 80 % في محال الملابس المنتشرة في العقبة والتي بلغ عددها اكثر من 200 محل تجاري بتنشيط الحركة وانقاذ التجار، الذين بات معظمهم مهددين بالإغلاق او السجن، نتيجة الوضع المتردي للسوق.
ويشهد قطاع الملابس الشتوية في العقبة ركودا وصفه تجار بـ”الكبير”، رغم العروض والتنزيلات التي تعلنها محال بيعها، وهو ما عزوه إلى ضعف السياحة المحلية والقدرة الشرائية للزوار، بعكس ما كان عليه القطاع سابقا.
ويقول تجار ملابس وأحذية، إن الحركة التجارية لقطاعهم شبه متوقفة، رغم العروض والتنزيلات التي بدأت مبكرة خلال هذا الفصل، مؤكدين أن العروض استهدفت ذوي الدخل المحدود من المواطنين وبأسعار تناسب الجميع وبجودة ملابس وأحذية عالية، لكنها لم تأت اكلها ولم ترحم نزيف الخسائر اليومية والتي لا تغطي الكلف التشغيلية.
ويشير التجار إلى انهم غير آبهين بالموسم الصيفي المقبل والذي بات على الابواب، نتيجة عدم القدرة على شراء ملابس الموسم، مؤكدين ان بضائع وملابس العام الماضي ما تزال موجودة في مستودعاتهم.
وقال التاجر محمود الراطي، إن الموسم الشتوي هذا العام مختلف تماما عن موسم السنة الماضية، وذلك نتيجة ضعف القدرة التجارية للمواطنين، والذين تآكلت دخولهم، بالإضافة الى الاجراءات الحكومية والني طعنت القطاع التجاري في خاصرته، لاسيما قطاع الملابس والاحذية من بينها تمديد ساعات الحظر واغلاق المنشآت عند الساعة السادسة دون مراعاه لخصوصية المدينة خاصة مع اقتراب التوقيت الصيفي.
ويؤكد التاجر عبد القادر جابر، ان الاقبال على الملابس الشتوية منذ بدء الموسم كان ضعيفا للغاية، رغم أن أغلب التجار والمحال التجارية اجرت تنزيلات على الملابس والبضائع الشتوية وبأسعار منافسة، مبينا أن قطاع الألبسة الشتوية في العقبة يشهد حالة من الركود غير المسبوق لم يشهدها منذ أعوام، مرجعا ذلك إلى ضعف السياحة المحلية وحظر أيام الجمع والاجراءات الحكومية.
وأشار التاجر محمد الغرابلي، ان التجار على مقربة من انتهاء موسم التنزيلات على الألبسة الشتوية، مشيرا الى انهم بدأوا بعرض الألبسة الصيفية في الأسواق المحلية، إلا أن الطلب على الألبسة بشكل عام يشهد حالة من الركود في الأسواق التجارية.
وقال إن سوق الملابس في الوسط التجاري في المدينة السياحية يعيش حالة من الركود غير المسبوق، مشيرا إلى كثافة الزبائن في السوق في مثل هذا الوقت من كل سنة للتسوق، لاسيما وان زيارة العقبة في هذا الوقت بالعادة تكون هربا من قساوة البرد في المحافظات المجاورة.
وقال إن الحالة الوبائية الاستثنائية التي عاشتها العقبة ومحافظات المملكة بسبب “كورونا”، أثرت على القدرة الشرائية للزبائن.
وقال ممثل القطاع في غرفة تجارة العقبة أسعد القواسمي، إن أزمة فيروس كورونا ما تزال تخيم على النشاط التجاري في قطاع الملابس، مؤكداً أن النشاط التجاري في هذا القطاع توقف هذه السنة وتراجع إلى أدنى مستوياته، مشيرا إلى أن تجار التجزئة لم يتزودوا بالبضائع بسبب ضعف الطلب ولتراكم البضائع لديهم من السنة الماضية، إلى جانب عدم قدرتهم على الوفاء بالالتزامات المالية وخوفهم من تراكم الشيكات المرتجعة، مما انعكس سلبا على المستوردين وتجار الجملة.
وتأتي غالبية واردات المملكة من الألبسة والأحذية من الصين وتركيا، إلى جانب بعض الدول العربية والأوروبية والآسيوية.
ويوفر قطاع الملابس بالمملكة قرابة 56 ألف فرصة عمل، يشغل غالبيتها أردنيون يعملون في نحو 11 ألف منشأة تعمل في مختلف مناطق البلاد.
ويدفع تجار قطاع الملابس نحو 47.5 % كرسوم جمركية وضريبة دخل ومبيعات، وبدل خدمات على واردات الملابس، فيما يدفعون عن مستوردات الأحذية قرابة 58 % من هذه الرسوم والضرائب على البيان الجمركي الواحد.