وطنا اليوم – مع بداية عام ١٩٢٠، فشلت الجهود للتوصل إلى اتفاق بين الحكومة الفيصلية وفرنسا وبريطانيا، فسحبت بريطانيا قواتها إلى فلسطين وقامت بتقليل دعمها المادي، مما أضعف من قوة الحكومة وأدى إلى انحدار شرق الأردن إلى الفوضى بعد قيام بعض العشائر بفرض الخاوات على البلدات.
الملك فيصل غادر سوريا الكبرى بعد معركة ميسلون عام ١٩٢٠، وبعدها بعام أسس العرش الهاشمي في العراق الذي استمر حتى مقتل حفيده الملك فيصل الثاني في انقلاب عام ١٩٥٨.
لطالما تم تجاهل الفترة القصيرة التي كانت فيها منطقة شرق الأردن تحت حكم الحكومة الفيصلية (١٩١٨-١٩٢٠) كفترة انتقالية ما بين سقوط الحكم العثماني والحكومات المحلية، إلا أن هذه الفترة شهدت العديد من الأحداث التي أثرت في إمارة شرق الأردن عند تأسيسها.
الحكومة الفيصلية كان لديها العديد من الانجازات في عامها الأول، حيث استطاعت إعادة تشغيل المؤسسات والبنى التحتية العثمانية البائدة، وفرضت الضرائب في المناطق غرب سكة الحجاز، وافتتحت مدارس في السلط التي تغيرت فيها لغة التدريس من التركية إلى العربية، وقدمت خدمات صحية في معان،والطفيلة، والقطرانة، والكرك، ومادبا، وعمان، والسلط، وعجلون، وأعادت عقد المحاكم، وقامت باصلاح خطوط الهاتف والتلغراف التي تضررت أثناء الحرب العالمية الأولى، واجرت انتخابات مثلت أهالي المنطقة في المؤتمر السوري العام، ونجحت في المصالحة بين العديد من العشائر وأهالي البلدات الأردنية.
ممثلي مدن شرق الأردن في المؤتمر السوري العام:
خليل التلهوني عن معان، وعيسى مدانات عن الكرك، سليمان السودي عن عجلون، وعبد الرحمن ارشيدات عن اربد، وسعيد أبو ناجي وسعيد الصليبي عن السلط.