بقلم محمد عيسى ملكاوي :
يشهد الاردن اليوم كما هو العالم في الثامن من آذار/ مارس احتفالآ سنويا باليوم العالمي للمرأة والذي تعود فكرته لتعزيز دور واهمية المرأة . فهل مازال اليوم العالمي للمرأة يحمل نفس المعاني والتضاريس ؟ هل ما زالت المرأة تحتاج ليوم في العام يذكر بها المرأة ويسلط عليها الاضواء؟
رغم أنه “يوم تروى فيه الكثير من التحديات التي تعيشها السيدة الاردنية” إلا أن الكثير من السيدات المجتمع لا تروق لهن فكرة “اليوم العالمي للمرأة” لما يحتويه من جانب مظلم يعزز صورة عن قلة حيلة المرأة أو وضعها في إطار الضحية.
ولا شك في أن أهمية ودور اليوم العالمي للمرأة اختلف اليوم بشكل كبير عما كان عليه الأعوام السابقة، إذ حققت المرأة الكثير ومازال ينقصها الكثير أيضا خاصة في بعض مناطق العالم التي تسعى لعدم اشراك المرأة في شأن ينمي من قدراتها ومهاراتها سواء فردية او الجماعية .
ومن الجانب الآخر ترى الكثير من الأصوات المؤيدة لفكرة تخصيص يوم عالمي للمرأة، نعم فأن الفكرة مازالت صالحة حتى يومنا هذا وتلقى ترحيب حار من المجتمع رغم الفجوة التي نجدها في مجتمعنا من فرق في الأجور بين الرجل والمرأة وعلى الرغم ماحققته السيدات من درجة عالية من المساواة مع الرجل يبقى على عاتق المرأة من مسؤوليات اكبر من التوفيق بين الأسرة والعمل والتي ما زالت تندرج ايضآ على انها مسؤولية خاصة بالمرأة
وخلافآ عن عيد العمال مثلآ، الذي يشهد العديد من المطالبات وقد يرفقها بعض التظاهرات السلمية ، فأن يوم المرأة يتركز على أنشطة احتفالية أو خطابات من قبل سيدات مجتمع ونشاطات ، ورواية لقصص نجاح وكفاح او حتى لضحايا مرض او حدث معين وغالبآ ما تنتهي هذه الاحتفالات بالتكريمات والتي يتبعها التصفيق الحار من الجمهور .
ورغم أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يتجاوز الآن مائة عام الا ان المرأة حققت الكثير خلال القرن الماضي فيما يتعلق بحق الانتخاب واعتلاء المناصب القيادية سواء على المستويات السياسية أو الاقتصادية، إلا أن المهام الملقاة على عاتقها حتى يومنا هذا وحتى في أكثر الدول تقدما، مازالت كبيرة لما يترتب على رأس اولوياتها من مسؤولية أسرية .
يبقى التسائل لماذا نقر في يومها التحديات والصعوبات في التحمل التي تواجهها ونحن نشاهد بأعين مصلوبة نصف النساء يقررن العمل بنصف دوام حتى يتمكن من التوفيق بين الحياة الوظيفية ورعاية الأسرة والأبناء، ونرى الظلم حين تستلم دخلها الشهري والذي بطبع أقل من الرجل كما أن فرص ترقيها للمناصب العليا تبقى أضعف
فهل يوم المرأة اصبح نوع من الطقوس العابره لا تنفع المرأة ولا تظر ويكون عبارة عن مجاملة العالم بأسره للمرأة على ما تقدمه من غير اي قرار يلتمس اوجاع اخواتنا وبناتنا الاردنيات من المطلقات والمعنفات والمستغلات وضيفياً او جسدياً هل اكتفينا بشكراً لكي يا سيدتي