وطنا اليوم – أصدرت الحملة الوطنية لفتح قطاع رياض الأطفال بياناً شددت فيه على ضرورة استمرار العمل بالقطاع أسوة بقطاع الحضانات, نظراً لاستهداف رياض الأطفال للفئات العمرية ٤ و ٥ سنوات و التي ثبت عالمياً أن هذه الفئة هي أقل الفئات عرضةً للإصابة بمرض كوفد ١٩ بنسبة ١.٤٪ .
و أشارت الحملة إلى أن نتائج العديد من الدراسات التي أجريت على مدى عقود من الزمن تؤكد على أهمية التطور الانفعالي الاجتماعي السليم في الاستعداد للمدرسة، خصوصاً أن لرياض الأطفال دورٌ مهم في توجيه الطفل من خلال القواعد والقوانين الصفية وتعليمات الانتقال بين الأنشطة كما وتُيسّرُ بيئة الروضة النوعية ، انتقال الطفل من اللعب الموازي إلى اللعب التعاوني، وجميعها ضرورية للاستعداد للتعلم المدرسي لاحقا.
و نوهت الحملة إلى أن وجود الطفل في بيئة اجتماعية داعمة لتطوره يسهم في اتزانه الانفعالي، ويؤثر حتما على سلوكه، إذ أن تعلم الأطفال للسلوكيات الإيجابية يحدث من خلال النمذجة –بما في ذلك إجراءات الوقاية من كوفيد-19- وهذا ما يتعذر على الأغلب في ظل التعلم عن بعد.
و تؤكد الحملة أنه و في ضوء تغير أدوار الأسر وعمل كلا الوالدين في غالبية الأسر، قد يُعرض التعليم عن بعد الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة للخطر خصوصا مع عدم نضج المهارات الخاصة بالضبط الذاتي، فربما يتصفح الأطفال المواقع الإلكترونية غير المناسبة لأعمارهم بعد انتهاء حصصهم، وقد يتعرضون للتنمر والاستغلال الإلكتروني.
إن جلوس الأطفال في مرحلة الروضة أمام الشاشات لمدة تزيد عن ساعة قد يعرضهم لخطر الإصابة بمتلازمة الشاشات والتي تتضمن بعض الأعراض الجسدية والنفسية على حد سواء، اذ حددت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الوقت المخصص للأطفال حتى سن الخامسة بساعة واحدة تفاعلية بوجود أحد مقدمي الرعاية.
كل ما سبق يؤكد أهمية الاهتمام بالوقاية قبل الحماية وبقاء الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ملتحقين ببيئتهم التعلمية التعليمية الطبيعية من شأنه أن يضمن مستقبلا تعليمياً أفضل لهم، ويقلل من المخاطر المحتملة جرّاء البقاء خلف الشاشات والبعد عن التفاعل داخل بيئات التعلم الطبيعية.
و أشارت الحملة إلى أن الأطفال ظهر عليهم العديد من الأعراض ، كالأرق وقلة النوم نتيجة التعرض للاشعة الزرقاء الناتج عن استخدام الشاشات و الذي يقلل من إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن عملية النوم، ذلك بالاضافة الى مشاكل متعددة واجهت البصر، مثل زيادة حالات قصر النظر، الصداع المستمر و الجفاف مما أثر سلبا على القدرة على التركيز بشكل عام عند الأطفال.
واعتبرت الحملة أن حرمان هؤلاء الأطفال من التعليم الوجاهي، يعني فقدانهم فرصة الحصول على تعليم نوعي في مرحلة الطفولة المبكرة قبل الالتحاق في الصف الأول الأساسي. وهو الأمر الذي دفع بعض الأسر لاتخاذ سبل تكيف سلبية والبحث عن أماكن بديلة غير مرخصة وغير مؤهلة وغير مجهزة بطريقة آمنة ،نظرا لأغلاق رياض الأطفال لفترات طويلة في الفترة الماضية، مما عرض الأطفال لمخاطر مختلفة ومنها خطر إصابتهم بكوفد ١٩ في ظل غياب دور الرقابة الحكومية ومعايير الأمان عن هذه الأماكن.
كما نوهت الحملة إلى أن مرحلة رياض الأطفال، هي مرحلة هامة في تعزيز الإبداع والابتكار لدى الأطفال، وتطوير صحتهم النفسية وسعادتهم الروحية وعاطفتهم الإنسانية وتطورهم الاجتماعي مما يؤثر على نموهم الشمولي الذي هم بأمس الحاجة إليه لمستقبلهم، وبالتالي فإن اعتماد أسلوب التعليم عن بعد خلال الجائحة لم يحقق نجاحًا يذكر بأي معيار لهذه الفئات العمرية الصغيرة.
إننا في الحملة الوطنية لفتح قطاع رياض الأطفال نشدد على ضرورة استمرار التعليم الوجاهي لهذه الفئة العمرية مع ضرورة إعطاء أولوية أخذ اللقاح لمعلمات رياض الأطفال ، فقد أكدت الدراسات العلمية على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة, وأهمية تعريض الطفل للعديد من المثيرات والخبرات, ومنها دراسة بلوم, التي أكدت أن ما نسبته 80% من تباين الأفراد في سن الثامنة عشرة ترد إلى أدائهم العقلي في السنوات الأولى من عمرهم. وحيث أثبتت الدراسات أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل, وما لها من أثر على أدائه المستقبلي, جاء اهتمام الدول بإنشاء مؤسسات تعنى بهذه المرحلة أطلق عليها فيما يعرف برياض الأطفال .