كتبت الدكتوره هند جمال فالح الضمور
رئيسة قسم الشؤون النسائية الكرك
في دروب الحياة قد يقف الإنسان طويلًا ينتظرُ أن تتبدّل الأحوال من تلقاء نفسها،
ينتظر رزقًا، أو فرجًا، أو نصرة، أو فرصةً طالما حملها في قلبه.
غير أن سنن الله في خلقه لا تعمل بالانتظار وحده،
بل بالسعي، والحركة، وبذل الأسباب، ثم حسن التوكل على الله.
لقد علّمنا القرآن أن العمل هو طريق البركة؛
قال تعالى:
﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾
فهو أمرٌ بالسعي بعد العبادة،
وتوجيهٌ ربّاني بأن الأرزاق لا تنزل على الخاملين،
بل على من يبذلون جهدهم ثم ينتظرون الفضل من الكريم سبحانه وتعالى .
ونبينا صلى الله عليه وسلم ما جلس لحظة واحدة متواكلًا،
بل كان مثالًا في الأخذ بالأسباب:
هاجر وهو يعلم أن الله ناصره،
وتخفّى وهو مطمئن إلى حفظ ربه،
وأعدّ العدة في بدر وهو يعلم أن النصر من عنده،
لكنه سعى… فأعانه الله وسدّده.
وهكذا نحن…
لا يجوز أن نقف على رصيف الانتظار نترقّب قطارًا لن يأتي،
ولا أن نعلّق القلب على ما لا نتحرك نحوه،
فمن أراد باب رزق، فليطرقه،
ومن أراد علمًا، فليُشمّر له،
ومن أراد صلاحًا أو تغييرًا في حياته، فليبدأ من نفسه.
إن الله يفتح الأبواب لمن يدقّها،
ويرزق العبد على قدر سعيه،
ويبارك في الخطوات التي تُبذل ابتغاء مرضاته.
أما القعود والتسويف واليأس، فهي أبواب للفشل وضياع الزمن.
فامضِ في طريقك…
واعلم أن التوفيق بيد الله،
لكن الخطوة الأولى بيدك أنت.
وما دمت تمشي نحوه، فإنه لا يخذلك.
قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.






