الضمور تكتب : جدّد نفسك… قبل أن تُجبِرك الحياة على ذلك

9 دقائق ago
الضمور تكتب : جدّد نفسك… قبل أن تُجبِرك الحياة على ذلك

وطنا اليوم _

بقلم الدكتوره هند جمال الضمور

إن العمر ليس خزّانًا ممتلئًا بقدر ما هو ساعةٌ تنقص مع كل نبضة.

ولأن الطريق طويل ومتقلّب، فلا يليق بالعاقل أن يظل واقفًا في مكانه يشكو، بينما تتقدم الدنيا من حوله وتتبدّل الوجوه والظروف.

إن من أعظم ما يمكن أن يفعله الإنسان لنفسه أن يجدد ذاته كل فترة؛

لا لأن الناس تطلب منه ذلك، بل لأن قلبه وروحه وعقله يستحقّون حياة أفضل.

تذكّر أن الله خلق الإنسان قابلًا للتغيير، مُهيَّأً للتطور، قادرًا على أن يتحوّل من حالٍ إلى حال:

 

> “إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”

فابدأ بنفسك… فالتغيير يبدأ من الداخل.

لا تبقَ أسير عاداتٍ تضعفك، ولا أفكارٍ تُطفئ نورك، ولا صحبةٍ تجرك نحو الأسفل.

غيّر ما يجب تغييره، واصلِح ما يمكن إصلاحه، وتخلَّ عن كل ما يُثقِل قلبك ويشغل عقلك عن معاركك الكبرى.

اصنع من نفسك شخصًا آخر كل حين:

شخصًا يعرف قيمة الوقت، ويرى في العلم زادًا، وفي الأخلاق تاجًا، وفي ضبط النفس عبادة.

شخصًا يضيف إلى رصيده معرفة، وإلى يومه عملًا، وإلى لغته لطفًا، وإلى قلبه نقاءً.

واعلم أن التغيير لا يحتاج إلى ضوضاء، بل إلى نية صادقة وخطوة صغيرة تتبعها أخرى.

والله يفتح للعبد أبواب التوفيق إذا رأى في قلبه عزيمة، وفي عمله صدقًا، وفي نيته خيرًا.

تذكّر دائمًا:

من لا يصنع نفسه من جديد، تصنعه الأيام على غير ما يشتهي.

ومن لا يطرق باب المعرفة، يبقى في العتمة حتى وإن عاش في ضوء الشمس.

ومن لا يربّي نفسه، تتكفّل الحياة بتربيته، ولكن بأسلوبٍ أشد وأقسى.

 

فاجعل التغيير عبادة، والتحسّن عادة، والنية خالصة لله.

وعندها ستجد أن الطريق — مهما طال — يصبح أيسر، وأن الأيام — مهما اشتدّت — تصبح ألطف.