بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور
ما معنى أن أبتسم وأنا ميت؟
كيف للشفاه أن ترتسم عليها ملامح الحياة، وقد جفّ فيها الأمل؟
كيف أُزيّن وجهي بفرحٍ لا يسكن قلبي، ولا يزورني حتى في المنام؟
كلّ ما حولي يوحي بالنهاية، لا بالبدايات.
أنظر عن يميني… فأرى الخراب يعزف لحنه على أوتار الذكريات،
وألتفت شمالًا… فأجد بحرًا من الدماء، موجه أنينٌ وصمته وجع.
فكيف أبتسم؟
وقد غابت عني الملامح التي كانت تُشعل داخلي ضوءًا صغيرًا؟
كيف أبتسم، والضحكة باتت ترفٌ لا يقدر عليه إلا من لم يختبر الفقد؟
لقد ذهبت تلك البسمة من على شفتي،
ولم يعد لوجهي مساحةٌ تتّسع لغير الوجع.
كنتُ أظنّ أن الحزن عابر… فإذا به يُقيم في داخلي إقامة أبدية.
كنتُ أظنّ أني أقوى من الانكسار… فإذا بي أتكسر كل يوم بصمتٍ أشدّ وجعًا من الصراخ.
أنتظر تلك السويعات…
التي ربما تُنهي ما تبقّى من صراعي بين الحياة والموت البطيء.
أنتظرها لا شوقًا للفناء، بل هربًا من هذا العيش الذي يشبهه.
فالميت لا يُؤلمُه شيء، أما أنا… فكل ما حولي يُوجعني حتى العدم.






