بقلم ايهاب سلامة
لم تشرق في قرارات الحكومة، القديمة منها والجديدة، بارقة أمل تضيء دروب الغد بل ازدادت عتمة الواقع حلكة ووجعا
تضخم الأسعار واستفحال البطالة وتوحش الفقر جاوز كل حدود الاحتمال، حتى غدا المواطن الأردني يترنح على حافة الهاوية
ينوء تحت أثقال السياسات التي خنقت أنفاسه وملأت قلبه احتقانا وغضبا
والأعجب أن الحكومات قد أحكمت الطوق أكثر وأغرقت البلاد في مزيد من التعقيد والتدهور، فيما تتغنى بإنجازات لم ير الشعب منها سوى المديونية تتصاعد والأسعار تلتهم ما تبقى من القوت والضرائب تنهش الجيوب حتى العظم
صار المواطن يدفع ألف مرة في الشهر من راتبٍ لا يقبضه إلا مرة، يدفع للكهرباء والماء وللأسواق والبنوك وللعلاج والتعليم والإنترنت وللسجائر التي تحرق بقايا أعصابه حتى ثيابه عليها ضريبة ولقمة أطفاله عليها ضريبة وأنفاسه تكاد تقاس بالضريبة.د.
في هذا الوطن تدفع إن تزوجت وتدفع إن طلقت وتدفع إن ورثت أو وُرثت.
تدفع ما دمت حيا وحتى إن رحلت واعتقدت انك نجوت من سطوة الضرائب فانت مخطئ حتى القبور في بلادنا لها ثمت، تدفع أسرتك عنك ثمن دفنك والقبور والعزاء كأنك خلقت لتدفع وتحاسب حتى بعد الفناء
فإذا جلست يوما مع “أم العيال” في مطعم شعبي، تسعى إلى لحظة راحة مسروقة خرجت لتجد مخالفة بانتظارك، فتلعن حينها تلك الساعة التي وقعت فيها عقد الزواج وتدرك أن الضريبة لا تفارقك..لا في رزق ولا في حب ولا في موت، ما دمت تتنفس ستدفع، أنت خلقت لتدفع.






