وطنا اليوم:تحدثت مصادر فلسطينية مطلعة عن تعثر مسار المفاوضات الرامية لإقرار مسار المصالحة الشاملة بين قطبي المقاومة فتح وحماس والذي انطلق منذ أكثر من شهرين رداً على مخططات دولة الاحتلال ضم غور الأردن ومناطق من الضفة الغربية المحتلة بسيادة الدولة العبرية بدعم من البيت الأبيض.
وتشير ذات المصادر أن السبب الرئيسي لنشوب الخلافات بين الشق الفتحاوي ونظيره الحمساوي ترجع إلى تحفظ قيادات فتح من التسريب الصوتي المسرّب مؤخراً المنسوب لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري والذي تحدث فيه عن رغبة حماس في إجراء الانتخابات لضمان استعادة نشاطها في الضفة الغربية بعد سنوات من الملاحقة الأمنية.
أحد قيادات حماس في قطر حمل العاروري تبعات هذا التسريب الصوتي على مسار المفاوضات، حيث يتوقع المحللون أن يقل منسوب الثقة بين الطرفين في قادم الأيام لا سيما مع تخوف فتح من إمكانية تكرار سيناريو انقلاب صيف 2007 بغزة والذي انتهى بحصيلة كبيرة من القتلى والجرحى والمطرودين.
هذا ويحذر عدد من المتتبعين للشأن الفلسطيني من أن تستغل حركة حماس أي اتفاق مع فتح لاختراق منظمة التحرير الفلسطيني عبر انتخابات مجلسها الوطني المزمع انعقادها في الأشهر القليلة القادمة.
جدير بالذكر أن العديد من الدول العربية عبرت عن استيائها من المسار الحالي للمصالحة رغم موافقتها على المبدأ، حيث تخشى القيادات العربية أن تستغل حماس الوضع الراهن وتجبر السلطة في رام الله على عقد تحالفات مشبوهة مع كل من تركيا وإيران، الأمر الذي يهدد السلم الإقليمي للمنطقة ككل.
يتطلع الشعب الفلسطيني لمصالحة وطنية شاملة قادرة أن توحد الصف الفلسطيني في مواجهات قوى الاحتلال المتربصة، إلا أنه لا يجب الانسياق خلف شعار المصالحة دون ضمان عدم انحياز الأطراف المتفاوضة لأي قوى خارجية تحمل أجندة خاصة.