حنين عساف
كلما ذُكرت أسماء نساء ناجحات داخل الأردن وخارجه مثل أنجيلا ميركل، أسمى خضر، عبلة أبو علبة، ملالا، وغيرهنّ الكثير من النساء اللواتي أثبتن أنفسهن في مجالات عديدة، يخرج ذلك الصوت الذي يقول: هنّ استثناءات، وعددهنّ قليل مقارنةً بالرجال الناجحين.
لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: كيف برزت تلك النساء رغم نظامٍ كاملٍ قد يضع الكثير من العوائق في طريقهنّ؟
إذا كانت النساء قادرات على الوصول إلى القمة وسط تلك القيود الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فماذا لو لم تكن تلك القيود موجودة أصلًا؟
عندما تنجح المرأة، فهذا يعني أنها تخطّت الكثير من العقبات، مثل التمييز، والصورة النمطية، ونظرة المجتمع، وفي كثير من الأحيان توازن بين الأمومة والعمل في الوقت نفسه.
ثم إن الرجال يُشجَّعون منذ الصغرعلى القيادة والمبادرة، بينما تُربَّى النساء على مفاهيم مختلفة تُشكِّل شخصية حذرة تحدّ من إبداعاتها.
ورغم ذلك، برزت نساء متفوّقات، وطالما أثبتت التجارب أنه كلّما أُتيحت فرص التمكين للنساء ارتفعت نسبة المتفوّقات أكاديميًا ومهنيًا.
ثم إن الأنظمة المهنية والسياسية صُمِّمت في أزمنة كان الرجل فيها هو المشارك الوحيد، لذلك فالمعايير ووسائل القياس نفسها ليست عادلة.
حتى الأمومة التي يتحجّج البعض بأنها عائق يحدّ من طموح المرأة، هي على العكس تمامًا، تُعلّم النساء مهارات إضافية مثل الذكاء العاطفي، وإدارة الموارد البشرية، ومزيدا من القيم الأخلاقية التي تستطيع المرأة فرضها في مكان العمل.
ولا ننسى أيضًا كم طمس التاريخ أسماء نساء كثيرات. فكم من امرأة شاركت في اكتشافٍ علمي أو قادت ثورةً فكرية ولم يُذكر اسمها؟
كمثال، كلنا نعرف كاثرين جونسون، عالمة الرياضيات في وكالة ناسا، التي كانت حساباتها سببًا في نجاح رحلة «أبولو» إلى الفضاء، لكن اسمها لم يُذكر إلا بعد عقودٍ طويلة. وهناك الكثيرات غيرها ممّن لا يسع حجم المقال لذكرهنّ.
النساء لا يحتجن إلى معجزاتٍ ليتفوّقن، بل إلى فرصٍ عادلة، فإذا كنّ قد أنجزن ما أنجزنه رغم التحديات والتمييز، فكيف سيكون العالم لو حصلن على نفس الدعم والثقة والإمكانات؟
عندها لن يُقال إن نجاح النساء استثناء، بل سيُقال إن الإنصاف بدأ يؤتي ثماره.