خيانة المجالس

دقيقة واحدة ago
خيانة المجالس

بقلم: الدكتوره هند جمال فالح الضمور

المجلس أمانة، والحديث فيه ميثاق شرف، لا يُباح ولا يُنقل، ولا يجوز أن يُستخدم كسلاح ضد من وثق بك وأفضى إليك بما في نفسه.
فما أقبح أن تُؤتَمن على سرّ، فتُذيعه! وما أفظع أن يُفتح لك باب الثقة، فتخرج منه خلسة لتطعن صاحبك من الخلف!
خيانة المجالس ليست مجرد كلمة تُقال أو همسة تُنقل، بل هي انحدار أخلاقي يُسقط صاحبه من أعين الرجال، ويجعله غريباً حتى بين أقرب الناس إليه.
فمن خان مجلساً، خان ميثاق المروءة، ومن أفشى سراً، هدم جسراً بُني على الصدق والإخلاص.
قال النبي ﷺ:
> «إذا حدّث الرجلُ بحديثٍ ثم التفت فهي أمانة»
حديثٌ بليغ، يزرع في النفس حرمة المجالس ووجوب صونها، ويعلّمنا أن الكلمة ليست حروفاً فحسب، بل عهدٌ ومسؤولية.
ما أكثر من يتحدثون اليوم في المجالس، وما أقلّ من يحفظون اللسان ويصونون السر!
كأن الأمانة باتت عبئاً ثقيلاً على قلوبٍ خفيفة، لا تعرف إلا التزيّن بالكلام، ولا تحسن إلا الغدر بالثقة.
تذكّر دائماً: أن من نقل إليك، سينقل عنك، وأن من استباح أسرار غيره، لن يرعى سرك يوماً.
فاختر لمجالسك من يهاب الله في قوله، ويحفظ الودّ في غيبك، ويعتبر الصمت أحياناً عبادة، والأمانة تاج للرجال والنساء سواء.