الجبل الصامد… قصة صعود مؤسسة آمنت بموظفيها فارتقت بمعاييرها إلى العالمية

دقيقة واحدة ago
الجبل الصامد… قصة صعود مؤسسة آمنت بموظفيها فارتقت بمعاييرها إلى العالمية

وطنا اليوم:في عالم الأعمال، لا تُصنع الريادة بالمعدات الثقيلة فقط، ولا بالقرارات الإدارية وحدها، بل تصنعها الرؤية، والإيمان بالإنسان، والقدرة على أن ترى ما لا يراه الآخرون في نفسك، في مؤسستك، وفي فريقك.
هكذا بدأت مؤسسة الجبل الصامد رحلتها، لا كمجرد شركة تعمل في تفكيك المصانع الكبرى والاتجار بالسكراب، بل ككيان صلب آمن أن الهدم هو أحد وجهي البناء، وأن الجودة لا تقف عند حدود المخرجات، بل تبدأ من طريقة التفكير والعمل.
هذا الفكر قاده السيد مجدي بدير، المدير العام، الذي لم يرضَ يوماً بأقل من العالمية. كانت رؤيته واضحة: أن تكون المؤسسة قدوة في قطاعها، وأن تنتقل من الإنجاز المحلي إلى الاعتماد الدولي. ولأجل ذلك، زرع ثقافة السلامة، وغرس مبادئ الاستدامة، وصنع من كل موظف سفيرًا للجودة.
واليوم، تُكلل هذه المسيرة بحصول المؤسسة على شهادة ISO 45001 للصحة والسلامة المهنية، وشهادة ISO 14001 للإدارة البيئية – لتُصبح بذلك أول شركة في قطاعها في الأردن تحظى بهذا الاعتراف الدولي، وتدخل نادي المؤسسات المعتمدة عالميًا.
ولأن التميز لا يُصنع وحده، استعانت المؤسسة بخبرات من طراز رفيع، على رأسها شركة الهندسية الدولية للاستشارات، بقيادة المهندس وليد عطوان، التي قدمت برنامجًا استشاريًا دقيقًا ومتكاملًا شمل إعداد الأنظمة، بناء الإجراءات، التدريب، والتدقيق الداخلي، حتى تحقق التوافق الكامل مع متطلبات الأيزو.
كما شكّلت تجربة شركة توليد الكهرباء المركزية (CEGCO) التابعة لشركة ACWA Power نقطة مرجعية في المسيرة، حيث تم الاستفادة من منهجيتها في تطبيق أفضل الممارسات العالمية.
الجدير بالذكر أن المؤسسة تُدير حاليًا مشروعًا استراتيجيًا على مستوى المملكة يتمثل في تفكيك الهياكل المعدنية لمحطة العقبة الحرارية، وقد أتمّت أكثر من سنة ونصف دون تسجيل أي حادث أو إصابة تُذكر – وهو رقم قياسي يعكس نضج نظامها التشغيلي وفاعلية ثقافة السلامة المتجذّرة في جميع مستويات العمل.
إنّ ما يميّز مؤسسة الجبل الصامد لا يقتصر على الشهادات، بل يكمن في نموذجها القيادي، وفي كوادرها التي تمضي كل يوم بعزمٍ على جعل معايير الجودة جزءًا من هوية العمل.
وها هي اليوم، تفتح أبواب المستقبل بثقة، لتنافس في الأسواق المحلية والدولية، لا كمن يبحث عن فرصة، بل كمن يخلق الفرص… ويصنع فرقًا حقيقيًا في عالم تُقاس فيه العراقة بالاستحقاق، والنجاح بالاستدامة.