اقتصاديات الازدحامات المرورية بين الهدر والحلول

56 دقيقة ago
اقتصاديات الازدحامات المرورية بين الهدر والحلول

د.عبد الفتاح طوقان.
عدم حل مشكلة الازدحام المروري التي تكلف الأردن اكثر من مليار و نصف دولار سنويا ضمن اقتصاديات النقل و المرور دون ان تشعر الحكومات بقيمة الهدر الزمني والمالي و تتغافل عنه الا من بعض تصريحات ، أن لم يكن تجاهل تقدير تلك الخسارات هو نوع من الإهمال التي يستوجب المحاسبة والمسائلة، لانه وقت ضائع على الطرقات يتم استخدام مزيد من الوقود واستهلاك السيارات وصحة الانسان، ناهيك عن استخدام الهواتف مدد أطول طيله تعطل السير و الحوادث التي قاربت ٢٠٠ الف حادثه و ٥٤٣ وفاة و ١٨٢٧٥ إصابة غير ٢١٧ حادثه دهس أدت الى وفاة.
مع زيادة عدد السيارات المقدرة على الطرقات في الأردن والتى يقترب الرقم من ٢ مليون سيارة منها مليون وأربعمائة الف في العاصمة الأردنية وحده، وتدخل يوميا ١٦٠ الف سيارة من المحافظات الي عمان من ٩ مداخل في ساعات الذروة الصباحية والمسائية لا بد من التوقف و اعتبار ذلك مؤشر خطر يحتاج الي حلول جذرية فاعلة قبل ان تصاب شرايين الطرق بجلطة مرورية تعطل السيروتشل العاصمة الاردنية .

لذا يجب الانتباه الي تلك الخسارات التي تنعكس على الاقتصاد، وعلى الحكومة اتباع نهج مختلف عن السائد وأقصد نهج متعدد الجوانب يشمل تطوير الطرق وتوسعتها وتخطيطها وتحسين البنية التحتية للطرق لاستيعاب حجم الحركة ليس فقط في العاصمة الأردنية بل في كل أنحاء المملكة التي تتمتع بحوالي ٦٥٠٠ كيومتر من شبكة الطرق و النقل، وايضا تعزيز وسائل النقل العام ليس فقط بالباص السريع لكن بوسائل نقل حديثة يتم استخدام أنظمة النقل الذكية وتطبيق تكنولوجيا المعلومات .
لا يوجد ضمن سياسات الحكومات المتعاقبة حكومة قامت بتشجيع وسائل النقل المستدامة وإدخال القطارات وتشجيع المواطنون مثلا على المشي وتسهيل حركتهم على ارصفة آمنة ولم نر ركوب الدراجات والموتوسيكلات ، كما و لم نر عبر سنوات عده أي من توفير البدائل مثل العمل عن بُعد والساعات المرنة والسماح للموظفين بالعمل يومين أسبوعيا من المنازل و الذي اثبت جدواه وقت جانحة الكوفيد، وترسيخ مفهوم الحكومة الإلكترونية الواحده بربط كل الوزارات والدوائر معا في شبكة واحده تجعل حل وتنفيذ كل المعاملات الكترونياً من المكتب او المنزل دون الحاجة الي مراجعات لعديد من الدوائر.
ولعل نظام إقامة مواقف متعدده الطوابق وساحات واسعة علي الطرقات يتم ترك السيارات بها ثم مشاركة جماعية في السيارات معا و يطلق عليه نظام “كار بوول” و الذي يشجع الأفراد على مشاركة السيارات معا للحد من عدد المركبات على الطريق، مما يقلل الازدحام ويساهم في حماية البيئة. 
وغياب إدارة حركة المرور بشكل فعّال مرن وأجهزة تتبع تحدد الازدحامات وتحللها لأجل تريب خطط السير يؤدى إلى اختناقات حاده مرورية على الرغم من جهد ملاحظ يبذله رجال الشرطة على الطرقات الا أن ذلك غير كاف بمفرده وأحيانا هو جزء من المشكلة، ولعل من المفيد ان يتم تغيير مواعيد العمل ومواعيد المدارس حتي لا تتطابق المواعيد فتزيد من الازدحامات ويعتبر إعادة تصنيف وتنظيم استخدام الطرق جزء من الحل خصوصا اذا ما تم تواجد المروحيات والراديو والطائرات المسيرة ( الدرونز) وخرآئط جوجل للمراقبة اللحظية ولاعاده توجيه السير واعلام السائقيين عن الازدحامات والطرق البديلة من خلال وسائل التواصل و الموجات الصوتيه على موجه محدده علي الراديو و”تيكرز” علي التلفزيون و المحطات الفضائية توضح المسارات و الاكتظاظات و تنبه الى متى يمكن استخدام الطرق. .  
كما وأنه من الضروري وضع مواقف مدفوعة الاجر على الطرقات وإقامة مواقف سيارات في مناطق الازدحامات خصوصا وان العديد من مناطق السكن مع تواجد دوائر حكومية بجانبها أصبحت مخنوقة ومكتظة ، ولا بد من الغاء الغرامات وبدل المواقف في الإسكانات والإصرار علي ضرورة وجود مواقف تحت كل بناية حسب عدد الشقق.
وأيضا من الحلول ان يتم تحديد أيام استخدام للسيارات الفردية وأيام أخرى للسيارات ذات الأرقام الزوجية على الطرق، وان يتم رفع و مضاعفة رسوم تراخيص امتلاك ثاني وثالث ورابع سيارة لمن يملك اكثر من سيارة ، و أخيرا وليس اخراً ان يتم استخدام طرق ات سرعات عالية مدفوعة الاجر وهو نظام “التول سيستم” على ان يتم توفير طرق بديلة ، اما موضوع العاصمة الإدارية الجديدة المقترحة فلها فصل ثاني من النقاش والحلول والحوار.
 aftoukan@hotmail.com