ماذا ننتظر من قمة الدوحة..الشجب والادانة والاستنكار لا يكفي؟

35 ثانية ago
ماذا ننتظر من قمة الدوحة..الشجب والادانة والاستنكار لا يكفي؟

كتب الدكتور قاسم العمرو…خاص..مرة أخرى يجد القادة العرب أنفسهم أمام اختبار مصيري، وهذه المرة في قمة الدوحة، حيث لا يكفي الاكتفاء بالصور التذكارية والخطابات البروتوكولية التي تعوّدنا عليها منذ عقود. فما يجري على الأرض من عدوان إسرائيلي دموي على غزة، وسياسات تهويد واغتيال بحق الشعب الفلسطيني، لا يحتمل بيانات شجبٍ ولا تعابير “القلق العميق”.

ما ننتظره من القمة هو أن تُظهر العين الحمراء لنتنياهو، وأن تتجاوز لغة المسايرات والديبلوماسية الناعمة إلى قرارات عملية مؤلمة للاحتلال. فإسرائيل لا تفهم إلا لغة الردع، بينما الخطاب العربي ما يزال، في معظمه، أسير اللغة الرمادية.

لقد آن الأوان أن تستثمر الدول العربية ثقلها السياسي والاقتصادي، وأن تستخدم أوراق الضغط المتاحة: من الطاقة إلى الاستثمارات، ومن العلاقات الدبلوماسية إلى المنابر الدولية. فالقمة لن تُقاس بنصوص بيانها الختامي، بل بقدرتها على تحويل الغضب الشعبي العربي إلى سياسة واقعية توقف آلة الحرب وتعيد التوازن.

قمة الدوحة، إذا أرادت أن تخرج من عباءة القمم السابقة، مطالَبة بأن تضع خطوطًا حمراء واضحة، وأدوات متابعة تضمن تنفيذ قراراتها، لا أن تبقى مجرّد حبر على ورق. فالمواطن العربي، الذي يتابع الشاشات مترقّبًا، لم يعد يثق بالابتسامات والوعود، بل يريد موقفًا يليق بدماء الأطفال في غزة وكرامة الأمة كلها.

إن ساعة الحسم قد حانت: إمّا أن تعلن القمة ولادة موقف عربي جديد يفرض احترامه على العالم، أو نكون أمام نسخة أخرى من قمم سابقة، لا تسمن ولا تغني من جوع.

والاهم ان يثق النظام الرسمي العربي بنفسة ويتصالح مع الشعوب ..ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.