أ.د. مصطفى عيروط
فعدت إلى قراءة التاريخ فنجد بأن الغرور السياسي والعسكري عند قادة المعتدين دائما وتاريخيا ومحاولتهم التوسع وطرقهم في القتل والتشريد وعدم إعطاء الحقوق لأصحابها وعقلية القلعه يفضي حتما إلى نتائج عكسية على المدى القصير والمتوسط والطويل
فالتاريخ فيه عبر لمن اراد أن يعتبر
فهتلر خلال الحرب العالميه الثانيه اعتمد على التوسع العدواني في غزو النمسا بولندا وفرنسا دون اعتبار للقانون الدولي والاعتماد على الاستعلاء الأيديولوجي اي التفوق العرقي والاعتماد على القوة العسكريه المطلقه لكن هذه العوامل مجتمعة سرعت من سقوط مشروعه التوسعي إذ واجه تحالفا دوليا واسعا من أمريكا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وانتهى هتلر إلى الهزيمه والانتحار عام ١٩٤٥
((انتهت حياة أدولف هتلر بانتحاره في 30 أبريل عام 1945 في مخبأ تحت الأرض في برلين، وذلك بينما كانت القوات السوفيتية تتقدم باتجاه المخبأ في محاولة لاعتقاله. يُعتقد أنه تناول مادة السيانيد السامة وأطلق النار على نفسه في آن واحد، ثم قامت القوات السوفيتية بحرق جثته لمنع أي شخص من انتحال هويته، وفقًا للرواية العامة.))
ونابليون بونابرت قاده غروره العسكري إلى هزيمه قاسيه في معركة واترلو عام ١٨١٥(وقعت معركة واترلو (بالإنجليزية: Battle of Waterloo) يوم الأحد 18 يونيو 1815 بالقرب من واترلو (في المملكة المتحدة الهولندية آنذاك، في بلجيكا اليوم)
ومن يقرأ التاريخ عن المغول في الشرق الإسلامي الذين توسعوا بعنف ولكن سياساتهم الاستعلائيه عجلت بانهيار امبراطوريتهم
(بدأت الإمبراطورية المغولية الموحدة عام 1206م بتوحيد جنكيز خان لشعب المغول، ثم توسعت لتصبح أكبر إمبراطورية برية في التاريخ. أما نهايتها، فكانت نتيجة للانقسام الداخلي بعد وفاة مونكو خان عام 1259م، حيث تحولت الإمبراطورية إلى عدة خانات مستقلة مثل خانات يوان والقبيلة الذهبية، وسقطت كل منها في أوقات مختلفة، وكان سقوط مملكة يوان في الصين عام 1368م آخر نهاياتها الرسمية ككيان موحد. )
وحتى الانظمه الاستعمارية الحديثه خسرت مستعمراتها بعد حركات تحرر الشعوب
ومن يقرأ التاريخ ويعتبر منه فالغطرسه والتطرف والقتل وعقلية القلعه والغاء الاخر والتوسع واستخدام القوة وجنون العظمه لم ولا ولن تصنع الاستقرار والسلام بل تسرع هذه الطرق في الانهيار لمن يمارسها
فالسلام يبنى على العداله والشراكة والاحترام المتبادل والحوار البناء والاعتراف بحقوق الآخرين
دون ذلك فالمعتدي خسران والعالم العربي والإسلامي ومعهم قوى عالميه ترفض الغطرسه والقوه والتوسع وتريد العداله والسلام العادل فهذه قوى مجتمعة لا يستهان بها والحق منتصر دائما طال الزمن ام قصر اجلا او عاجلا.