بقلم: حسين أحمد الضمور
الأوطان لا تُقاس بمساحتها ولا بثرواتها، بل بما تحمله في عيون أبنائها من محبة وولاء، وما تُسكنه في قلوبهم من عزيمة وفداء. والأردن في عيوننا ليس مجرد حدود تُرسم على الخريطة، بل هو أمانة ألقاها الله في أعناقنا، وجعل صيانتها عبادة، وخيانتها وزراً عظيماً.
حين ننظر إلى وطننا، نرى في ترابه سجدات آبائنا، وفي جباله صبر أمهاتنا، وفي حدوده دماء شهدائنا، فكيف لا يكون الأردن في عيوننا نوراً نحرسه بأرواحنا، ونورثه للأجيال من بعدنا؟
إن حب الوطن ليس شعاراً يُرفع في المناسبات، بل هو سلوك يومي يظهر في صدق الكلمة، وأمانة العمل، وإخلاص النية. ومن يظن أن الدفاع عن الأردن لا يكون إلا بالسلاح، فقد غفل عن أن حراسة القيم، وحفظ الأمانة، والعدل بين الناس، كلها صور من صور الجندية الصادقة.
الأردن أمانة، ومقام القيادة الهاشمية فيه عهد وبيعة، لا يليق بنا إلا الوفاء لها، والصدق معها. فلنكن جميعاً حرّاساً أوفياء، نزرع في أبنائنا أن حب الوطن عبادة، وأن الإخلاص له صدقة جارية، وأن من أضاعه فقد أضاع نفسه.
فلنجعل الأردن في عيوننا دوماً كبيراً، بهياً، عزيزاً، لا تهزّه الفتن ولا تنال منه الألسن، ولنتذكّر أن الله سائِلُنا يوم القيامة: كيف حفظتم الأمانة؟