ولنا في نتنياهو اسوة. نطبق مبدأ نتنياهو

36 ثانية ago
ولنا في نتنياهو اسوة. نطبق مبدأ نتنياهو

د. عادل يعقوب الشمايله

وصل يوم أمس (الأحد) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس إلى مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب، برفقة رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أول إيال زامير وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، وذلك لمتابعة هجمات سلاح الجو على أهداف تابعة لنظام الحوثي في اليمن.

إثر ذلك صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بما يلي:
“اليوم، قام سلاح الجو مرة أخرى بمهاجمة أهداف استراتيجية في اليمن: القصر الرئاسي في قلب صنعاء، محطة الكهرباء في المدينة وخزانات الوقود التي تزودها.

وأضاف نتنياهو: نظام الحوثي الإرهابي يتعلم بالطريقة الصعبة. إنه سيدفع، وهو بالفعل يدفع، ثمنًا باهظًا جدًا على أعماله العدوانية ضد دولة إسرائيل.

أود أن أهنئ رئيس هيئة الأركان، قائد سلاح الجو وطيارينا على المهمة المثالية. جميع طائراتنا عادت إلى أراضينا بسلام.

((((((من يهاجمنا – نهاجمه. ومن يخطط لمهاجمتنا – نضربه. أعتقد أن المنطقة بأسرها بدأت تتعرف على قوة وعزم دولة إسرائيل”.)))))))
المصدر: الصحف العبرية

أرجو من القارئ لخطاب نتنياهو أن يضع عشرة خطوط تحت قوله الذي حصرته بين عدة أقواس: “ومن يخطط لمهاجمتنا نضربه”.
من ناحيتي أوافق نتنياهو على هذه العبارة التي دعوتكم لوضع خطوط تحتها، لأنَّ هذا واجبُ أيِّ حكومة، وواجبُ رئيسها الردّ القوي على من يعتدي على بلاده، بل المبادرة إلى تفعيل استراتيجية الدفاع الاستباقي لإحباط خطة الهجوم قبل بدئه.

إذا اتفقنا أنَّ حقَّ الدفاعِ عن الوطن، بل وواجبَ الدفاع عن الوطن ينطبقُ على جميع الحكومات وجميع الأوطان، أليس من حقنا كمواطنين أن نسأل حكومتنا: “ماذا أعددتم من قوة لمنع نتنياهو من تنفيذ خطته باحتلال الأردن؟”.

ما هو ردكم العملي على تصريحات نتنياهو التي تختلف كليًا في نتائجها عن ادعاءات المتنبي التي وردت في بيت الشعر المنسوب إليه:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم

لأن المتنبي قُتِلَ وسيفُهُ في غمدِهِ ورمحُهُ معلّقٌ على سرج فرسه.
لكن نتنياهو قولٌ وفعل. وأنا أشهد، وحماس تشهد، وشعب غزة يشهد، وحزب حسن نصر الله يشهد، وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية تشهد، وطهران تشهد، وقادتها القتلى وعلماؤها تشهد قبورهم وسيشهدون يوم القيامة، والقواعد الإيرانية في سوريا والعراق تشهد، والجيش السوري الذي أصبح رملًا تذروه الرياح يشهد، والجنوب السوري وهضبة الجولان يشهدان. وهناك شهود آخرون مستعدون.

طيب، نتنياهو نفسه أعلن قبل أيام أنه يخطط ليس فقط لضرب الأردن، بل لاحتلال الأردن.
ألا يحق للأردن أن يُطبّقَ المبدأ نفسه من باب المعاملة بالمثل، فنضرب من يخطط لضربنا واحتلال بلادنا؟

لا عليك يا حكومتنا، لن أطلب منكِ ما لا تطيقين، وإنْ كانَ لا عذرَ لكِ في أنكِ لا تطيقين. لا أطلبُ منكِ أن تشنّي حربًا استباقية على إسرائيل خاصة في الوقت الحاضر، حتى على الأقل لا نحقق مخطط حماس والإخوان الرامي إلى جرّ الدول العربية إلى حروب لا تُطيقها، وتتيح لإسرائيل تنفيذَ استراتيجيتها التوسعية العدوانية. فالتنسيق بين حماس والإخوان وإسرائيل عليه ألفُ دليل.

ما أطلبهُ من حكومتنا أن تفعل ما تطيق. لتبدأ بإلغاء المكرمات (الاتفاقيات غير المتكافئة والسرية البنود) التي تعزز وتدعم الاقتصاد الإسرائيلي وبالتالي قدرات جيش العدوان الإسرائيلي. يتلو ذلك فرض عقوبات على إسرائيل، ولدينا قائمة بما يمكن فعله وفي مقدمتها المقاطعة.

ثم تطبيق سياسة “صديق عدوي عدوي، وعدو عدوي صديقي”.
مش صعبة كثير. ما هيك!