بقلم: هشام بن ثبيت العمرو
في زمن انكشفت فيه وجوه الخيانة وتعرّت أقنعة النفاق، خرج نتنياهو – رأس قطيع القردة والخنازير – نافخًا أوداجه عبر قناة “i24” الصهيونية، يتشدق بحلم مسموم سماه “إسرائيل الكبرى”، مدّعيًا أنه في مهمة “تاريخية وروحية” لقطيعه، وكأنه يوزع صكوك ملكية الأرض العربية من جيب جده الأثيم. هذا النتن لم يكتفِ بسرقة فلسطين واغتصاب القدس، بل يلوّح اليوم بمخالبه نحو الأردن، في اعتداء صارخ لا يخطئه البصر، وتهديد مباشر لسيادته وكرامة أهله، وكأنه لم يقرأ تاريخ هذه الأرض ولم يفقه أن من يقترب منها تحترق قدماه قبل أن يطأ ترابها.
إن ما تفوّه به ليس كلامًا عابرًا، بل إعلان حرب وقح، ورسالة استكبار صريحة مفادها أن معاهدات السلام أوراق ممزقة لا يلقون لها بالًا، وأنهم يتربصون بلحظة وهن لينقضّوا على ما تبقى من العروبة. وللأسف، يقابل هذا الجنون صمت عربي مخزٍ ومشين، صمت أشبه بالقبول أو الاستسلام، صمت لو كان له لسان لاعترف أنه خيانة لدماء الشهداء ولتراب الأمة.
لكن الأردن ليس ميدانًا مهجورًا ولا قصرًا بلا حراس. هنا يقف الشعب الأردني بكل عشائره ورجاله، الساعد الفولاذي المكمّل للجيش العربي المصطفوي، حراس السيادة وأحفاد الكرامة، الذين يرددون مع الشهيد البطل خضر شكري: “الهدف موقعي”، ويزيدون اليوم: “الهدف كل صهيوني دنّس أرض العرب”. هؤلاء الرجال، إذا نادى المنادي، تداعوا كالسيل الجارف، يقتلعون البغي من جذوره، ويعيدون الطغاة إلى جحورهم يجرّون ذيول الخزي.
جيشنا المصطفوي، تحت راية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، سبط الهاشميين وسليل الملوك، يقف على الثغور كحد السيف، لا تهزه العواصف، ولا يلين إلا أمام النصر. ولتكن رسالتنا للعالم واضحة كالشمس: الأردن لن ينتظر حتى تدق طبول الحرب، بل سيكسر الطبول فوق رؤوس الغزاة إن هم فكروا بالمساس بحدوده.
المطلوب اليوم ليس شجبًا ولا بيانات دبلوماسية باردة، بل قرارات كالصواعق: إلغاء اتفاقية وادي عربة فورًا، وقطع الغاز والماء، وفتح أبواب المواجهة السياسية والقانونية والإعلامية على مصراعيها، واستنفار كل ما في الأمة من ضمير وكرامة.
وليعلم نتنياهو وقطيعه الحقير أن الأردن الذي مرغ وجوههم في تراب الكرامة لن يتردد في سحقهم مجددًا، وأن المعركة القادمة – إن فرضوها – لن تكون حدودية، بل معركة وجود، نهايتها أن تُحمل جثثهم على أكتاف الهزيمة، وأن تُدفن أوهامهم في مقابر التاريخ إلى الأبد.