السياحة بين النجاح والفشل وتطويرها في الأردن

10 أغسطس 2025
السياحة بين النجاح والفشل وتطويرها في الأردن

بقلم. د. عبد الفتاح طوقان

إمكانات الأردن في مجال السياحة هائلة، ولكن للأسف لم نجد في كثير ممن استلموا منصب وزير السياحة الكفاءات او النجاحات لتحقيق أي مردود و بالتالي شاهد المجتمع تراجع مستويات السياحة و اغلاقات لفنادق و خسائر بالملايين ان لم يكن تدمير ممنهج للسياحة ناتج عن إغفال الوضع وعدم وجود الشخص المناسب في المكان المناسب ، و أصبحت الوزارة ترضية مثلها مثل وزارة الثقافة ووزارة الشباب بالرغم وبالنظر إلى تاريخ الأردن الغني ومناطق الجذب المتنوعة وموقعها الاستراتيجي. واقصد لتحقيق أقصى قدر من الفوائد من السياحة ولجذب اهتمام السائحين الدوليين، يمكن اتخاذ عدة خطوات، أولها حسن اختيار من يتقلد المنصب الوزاري و تمتعه برؤية ومقدرة ومن ثم العمل على :

1. **تطوير استراتيجية سياحية شاملة**: تعد استراتيجية واضحة وطويلة الأجل تشمل التسويق وتطوير البنية التحتية وتحسينات الخدمات أمرا بالغ الأهمية. يجب أن يتماشى ذلك مع اتجاهات السياحة العالمية ويلبي احتياجات مختلف القطاعات، بما في ذلك السياحة المغامرة والثقافية والطبية والدينية والتاريخية.

2. **الاستثمار في التدريب والتطوير**: معالجة فجوة المهارات بين وزراء السياحة والعاملين في القطاع السياحي أمر حيوي. يمكن أن يساعد تنفيذ البرامج التدريبية التي تركز على خدمة العملاء والحساسية الثقافية واتجاهات السياحة العالمية في ضمان أن يكون الموظفون في مجالات وفروع السياحة بأنواعها على دراية وفعالية.

3. **إشراك المهنيين ذوي الخبرة**: يمكن أن يؤدي تعيين الأفراد ذوي الخبرة المثبتة في إدارة السياحة والتسويق والعلاقات الدولية إلى اتخاذ قرارات أفضل. يجب أن يكون هؤلاء القادة قادرين على الابتكار والتكيف مع الأسواق العالمية المتغيرة.

4. **تعزيز التسويق والترويج**: يجب على الأردن تعزيز ظهوره العالمي من خلال حملات تسويقية مستهدفة تسلط الضوء على عروضها الفريدة، مثل البتراء والبحر الميت وتراثها الثقافي الغني. يمكن للتعاون مع وكالات السفر الدولية والمؤثرين أن يعزز التواصل.

5. **تحسين البنية التحتية**: الاستثمار في النقل والإقامة ومناطق الجذب السياحي أمر ضروري. يمكن أن تجعل ترقية المطارات وتسهيل الإجراءات والطرق وأنظمة النقل العام السفر أسهل وأكثر جاذبية.

6. **التركيز على السلامة والأمن**: ضمان بيئة آمنة للسياح أمر بالغ الأهمية. يتضمن ذلك تدابير أمنية مرئية وخطط الاستجابة للطوارئ والتواصل الواضح حول بروتوكولات السلامة.

7. **تحفيز المشاركة المحلية**: يمكن أن يؤدي إشراك المجتمعات المحلية في المبادرات السياحية إلى تعزيز تجربة الزوار وخلق فرص اقتصادية. يمكن أن يؤدي تدريب المواطنيين المحليين على تقديم الخدمات أو التوجيه إلى إثراء التبادل الثقافي.

8. **المراقبة والتكيف**: سيساعد التقييم المنتظم لفعالية السياسات والمبادرات السياحية في تحديد مجالات التحسين. يمكن أن توجه التعليقات من السياح التعديلات على الخدمات والعروض.

من خلال معالجة هذه المجالات واختيار وزراء من ذوي الكفاءات و الخبرة ممن يتمتعون بعلاقات دولية و سبق لهم السفر إلي دول سياحية عديده و يتقنون العلاقات العامة و يهتمون بالموسيقى و المسرح و الغناء التي هي بعض من مفاتيح الجذب السياحي ، عندها يمكن للأردن تحويل قطاع السياحة إلى محرك مهم للنمو الاقتصادي، والاستفادة من تراثه الفريد وجماله الطبيعي لجذب مجموعة متنوعة من الزوار الدوليين.

وأود التأكيد هنا انه يفتخر الأردن بثروة من مناطق الجذب التي يمكن أن تعزز قطاع السياحة بشكل كبير. فيما يلي بعض النقاط البارزة الرئيسية:

1. **البتراء**: تعرف باسم “مدينة الورد”، البتراء هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة. تجذب هندستها المعمارية الصخرية المذهلة ونظام قناة المياه عشاق التاريخ وعلم الآثار.

2. **البحر الميت**: يشتهر البحر الميت بتركيزه العالي من الملح، ويقدم تجارب فريدة من نوعها مثل الطفو في مياهه والاستمتاع بعلاجات الطين العلاجية. إنها وجهة صحية شهيرة.

3. **وادي رم**: تشتهر هذه المناظر الطبيعية الصحراوية المذهلة بجبالها الرملية الدرامية وتشكيلاتها الصخرية الفريدة. إنه المفضل لسياحة المغامرة، بما في ذلك المشي لمسافات طويلة وتسلق الصخور وجولات الجيب.

4. **جرش**: واحدة من أفضل مدن المقاطعات الرومانية المحفوظة، تتميز جرش بأطلال مثيرة للإعجاب، بما في ذلك المعابد والمسارح والشوارع ذات الأعمدة، مما يعرض التاريخ الغني للمنطقة.

5. **جبل نيبو**: موقع مهم في الكتاب المقدس، يوفر جبل نيبو إطلالات بانورامية على الأرض المقدسة ويعتقد أنه المكان الذي شاهد فيه موسى أرض الميعاد قبل وفاته.

6. **العقبة**: المدينة الساحلية الوحيدة في الأردن على البحر الأحمر، العقبة مثالية للرياضات المائية والغوص والاسترخاء على الشاطئ. تجذب الشعاب المرجانية والحياة البحرية الغواصين من جميع أنحاء العالم.

7. **مادبا**: تشتهر مادبا بفسيفساءها المذهلة، وخاصة خريطة مادبا، وهي فسيفساء من القرن السادس تصور الأرض المقدسة، وهي مركز للسياحة الثقافية والدينية.

8. **قلعة عجلون**: تقدم هذه القلعة من العصور الوسطى رؤى تاريخية وإطلالات خلابة على الريف المحيط. إنه مكان رائع لاستكشاف الفترة الصليبية في الأردن.

9. **مسجد الملك عبد الله الأول**: يقع هذا المسجد الجميل في عمان، ويشتهر بقبته الزرقاء المذهلة وأجواءه الترحيبية، مما يجعله لا بد من زيارته للتقدير الثقافي.

10. **محمية ضانا للمحيط الحيوي**: تتميز هذه المحمية الطبيعية بالحياة البرية المتنوعة والمناظر الطبيعية الخلابة، وهي مثالية للسياحة البيئية وعشاق المشي لمسافات طويلة.

من خلال الترويج لمناطق الجذب هذه وتعزيز تجارب السائحين و الزوار، يمكن للأردن تعزيز قطاع السياحة بشكل فعال وجذب جمهور أوسع.

ولعل في إضافة الصوت والضوء لبعض المناطق وانشاء متحف تاريخي جديد عن الأردن لهو إضافة نوعية للأردن المتميز.

aftoukan@hotmail.com