بقلم حسين الضمور
رثاء يقطر دمعًا… بقلم من بقي حيًّا بقلب مكسور
رحمك الله يا خالد بيك…
عرفتك وأنا في ريعان شبابي، وكان وجهك من الوجوه التي تُبقي الروح مطمئنة في دروب الحياة.
عرفتك وأنت في قمة عطائك، رجل الموقف والمبدأ، وكنتُ أراك أكثر من مجرد زميل مهنة… كنت ابن عم، وكنت سندًا، وكنت الأقرب إلى القلب.
لكنّ اليوم…
اليوم أقف أمام ذكراك، أسأل نفسي سؤالًا لن يجيبني عليه أحد:
لماذا حضرت ذلك اليوم؟
لماذا أتيت إلى انتخابات نقابة المحامين؟
يا يابا محمد، يا خالد بيك، يا أستاذ خالد…
لماذا دخلت ذلك الباب، ولم تخرج منه أبدًا؟
لماذا يا من كنت من الخمسين الذين استقروا في قلبي،
أردت أن تكون الأول في الرحيل؟
لماذا لم تبقَ ابن عم وزميل مهنة، نضحك سويًا كما كنا؟
لماذا لم تعتذر عن الحضور وتؤجل الرحيل كما يؤجل البعض حضور الفرح؟
فتحت الباب على مصراعيه…
ومضيت…
وتركت الباب خلفك مفتوحًا، لا يُغلق بعدك أبدًا.
دخل الحزن، دخلت الذكرى، ودخلت الدموع التي لا تنضب.
يا خالد…
ما زلت أراك في الزاوية التي كنا نجلس فيها،
في العبارة التي كنت ترددها،
في الهيبة التي لم تهزمها الأيام.
رحلتَ جسدًا، لكنك بقيت فينا أثرًا لا يُمحى.
فكيف لي أن أُطفئ هذا الوجع، وقد كنتَ نارًا في القلب تُشعلها الذكرى؟
نم قرير العين يا من عرفتَ الرجولة،
وسِر مطمئنًا إلى ربّ كريم،
ولا تسألنا لماذا نبكي… فأنت كنت البكاء في وقاره.