.”وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ “
لكن إيّاك والصبر السلبي… فإنه يُميت الهمّة
بقلم: المحامي حسين أحمد الضمور
كثيرون يظنون أن الصبر كله خير، ولكنهم لا يُدركون أن الصبر ليس على درجة واحدة، وأنّ له وجهين:
صبرٌ محمودٌ إيجابي، وصبرٌ مذمومٌ سلبي.
الصبر الإيجابي هو ذلك الذي يُرافقه أملٌ، وسعيٌ، وإصرارٌ على التغيير، وثقة بالله أن بعد العُسر يُسراً.
هو الذي يحبس النفس عن الجزع، لكنه لا يُطفئ جذوة الحركة.
هو الصبر الذي يُثاب عليه الإنسان لأنه نبع من يقين، لا من ضعف.
أما الصبر السلبي، فهو ما يجب الحذر منه…
أن تصبر على الظلم دون محاولة دفعه،
أن ترضى بالخطأ دون أن تُصحّحه،
أن تتعايش مع القبح دون أن ترفضه،
أن تتحمّل ما لا يجب تحمّله وكأنك عاجز عن التغيير!
ذاك صبر يُميت فيك الحِسّ، ويُجمّد فيك النخوة، ويُصوّر لك التبلّد حكمة.
فإيّاك أن تعتاد هذا النوع من الصبر، فهو ليس صبرًا يُؤجر عليه المرء، بل هو استسلام يُحاسب عليه.
اصبر بإيمان… لا بخنوع.
وتحمّل بقوّة… لا بسلبية.
واجعل من صبرك جسرًا للعبور لا قيدًا للجمود.