الفاليت في الأردن .. خدمة عصرية بين الترخيص والأتاوة

19 أكتوبر 2020
الفاليت في الأردن .. خدمة عصرية بين الترخيص والأتاوة

وطنا اليوم:على الرغم من السعي الحثيث لتنظيم عمل خدمة إصطفاف السيارات «الفاليت» الا أن هذه المهنة التي شهدت رواجا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية لا زالت تشهد فوضى كبيرة واختلالات خطيرة تؤثر على أمن الشارع وسلامة مركبات المواطنين وأموالهم.
وعقب حملة القبض على “البلطجية” التي أقدمت عليها مديرية الأمن العام في مختلف مناطق المملكة، والتي على إثرها تفاعلت وزارة التنمية معها، وقامت بتشديد فرق التفتيش على المتسولين في كافة أنحاء المملكة، إلا أن هناك ظاهرة مقلقة تكاد تكون صورة ووجه آخر للبلطجة والزعرنة، يتمثل حلها لدى أمانة عمان كجهة رئيسة للحد من هذه السلوكيات العشوائية.
فتى الزرقاء صالح، أبصر العيون على عدة ظواهر مجتمعية بشعة سائدة في المجتمع الأردني، كان أبطالها أشخاص مرتزقة يطلق عليهم مصطلح “البلطجية أو الداووين”، ولعل أبرز تلك الظواهر التي يعاني منها الموظفون والمواطنون بشكل عام، الـ (valet parking) غير المرخص، التي باتت ناقوس خطر يهدد المجتمع الأردني من خلال أشخاص من ذوي اسباقيات يستحوذون على قطع أراضي غير مرخصة ويفرضون إتاوات على من يرغب باصطاف مركبته.
والسؤال الأهم الذي بات متداولاً اليوم بكثرة،هل ستتحرك الأمانة للقضاء على هذه الظاهرة المقلقة والتي تعد نموذجاً حياً لـ”البلطجة والزعرنة”؟، تنحصر الإجابة عند أمانة عمان التي تعير هذا الملف أهمية كبيرة بحسب ما أكدته، إلا أن المواطن الأردني اليوم بحاجة لمضاعفة هذه الإجراءات للتخلص من هذا السلوك العشوائي.
وفي المقابل هناك العديد من الشركات والاشخاص الذي يقدمون خدمة الفاليت بأسلوب قانوني وحصلوا على تراخيص وهم نموذج يسهل على المواطن الكثير من الوقت والجهد، لكون طبيعة عملهم جاءت بشكل قانوني ومرخص وفق تعامل راقي.

*مواطنون يشكون معاناتهم!

عشرات المواطنين من مختلف أماكن العاصمة عمان يؤكدون أنهم في كل صباح ومساء يواجهون ورطة كبيرة أثناء ذهابهم إلى العمل لعدم تخصيص أماكن مخصصة لاصطفاف مركباتهم بالتزامن مع اشخاص يستحوذون على أماكن عشوائية ويفرضون مبالغ مالية على المواطنين دون وجه حق، مطالبين تدخل الجهات المعنية والمسؤولة لإيقاف هذه الظاهرة المقلقة التي تعج أرجاء العاصمة عمان.
وأضافوا أن هؤلاء الأشخاص يقدمون على شتم عابري الطريق بألفاظ نابية عندما يرفضون الاصطفاف داخل الأماكن التي استحوذوا عليها، مؤكدين أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في معظم شوارع العاصمة المزدحمة بجانب المولات والاسواق والدوائر الحكومية، والدوار السابع والثامن والجاردنز وأماكن أخرى.

*الأمانة تطالب بتغليظ العقوبات
الناطق الإعلامي باسم أمانة عمان ناصر الرحامنة، أكد أن أمانة عمان تضع شروطاً وقوانين لكل شخص يرغب بتقديم خدمة الفاليت، مع إجراء حملات يومية ودورية على كل من يخالف تلك القوانين وإحالتهم إلى المراكز الأمنية تمهيداً لاتخاذ العقوبة المناسبة .
وأضاف الرحامنة أن الحد من هذه الظاهرة غير مرتبط بأمانة عمان، لكون المواطن عندما يواجه أي إشكالية بذلك، ينبغي عليه التواصل مع الخط الساخن 911 وأرقام طوارئ أمانة عمان، مشيراً إلى أن أمانة تشترط على الشخص الذي يريد تقديم هذه الخدمة بأن يكون مالكاً أو متضمناً لقطعة أرض لكي تكون أماكن الاصطفاف بعيدة عن الشارع العام.
وبيّن أن هذه الظاهرة انخفضت قليلاً خلال الفترة الماضية بعد إجراء الحملات التي أقدمت عليها الأمانة بالتنسيق مع المراكز الأمنية، مؤكداً أن هناك حاجة ماسة لتعديل بعض التشريعات لتغليظ العقوبة على الأشخاص الذي يرتكبون هذه الفعلة.