ميلاد الحسين ـ مجد يتجدد وأمل لا ينكسر

24 ثانية ago
ميلاد الحسين ـ مجد يتجدد وأمل لا ينكسر

بقلم ـ إيمان عبدالله شاهين

رئيسة جمعية سيدات شفابدران الخيرية

عضو مجلس التطوير التربوي

عضو مجلس محافظة العاصمة سابقا

في هذا اليوم البهيج ، نطل على ذكرى عزيزة، يغمر قلوبنا الفرح ، ذكرى ميلاد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، معها نرقب إطلالته بهياً كقمة رمح، وضاءً كفجر على رُبى عمان، الأمير الذي لم ينتظر أن يكتب له التاريخ سطوره، بل كتبه بيده، بحضوره الإنساني والوطني، وبتلك العزيمة الهاشمية التي لا تلين

 

سموه ليس مجرد قائد شاب، بل هو رئة هذا

الوطن، يتنفس معه هموم المواطن، يزوره في بيوت الفقراء، ويجلس إلى جانب أصحاب الاحتياجات الخاصة، ويقف إلى جانب كل مظلوم، في لفتات إنسانية تنبض بالصدق وتفيض بالنبل

 

وفي قلب كل هذه الرسالة السامية، تبقى فلسطين جوهر مواقفه، عنوان خطابه، ووجهة بوصلة ضميره، ما انفك الأمير يرفع لواء القدس، ويدافع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ثابتا على الموقف الهاشمي التاريخي، الحارس الأمين لأقدس بقاع الأرض

 

وما شهدناه في دعمه المستمر لأهلنا في غزة، كان برهانا ساطعا على صدق العهد، لم يكتف بالدعم المادي والإعلامي، بل نزل إلى الميدان، وخاطر بروحه، حين رافق بنفسه طائرات الإغاثة التي حملت الأمل إلى أشقائنا المحاصرين، يثبت للعالم أن القائد الحقيقي هو من يشارك أهله آلامهم قبل أفراحهم، وأن التضامن ليس شعاراً بل فعل يعاش في الميدان

 

زياراته المفاجئة لمفاصل الدولة، تفقده المستشفيات والمراكز الخدمية، متابعته الدقيقة لكل صغيرة وكبيرة، كل ذلك يكشف عن روح قائد لا يرضى أن يقود من وراء الستار، بل يختار أن يكون في المقدمة، وجهاً لوجه مع الشعب، يقرأ في العيون قبل التقارير، ويشعر بالنبض قبل المؤشرات

 

أما على الصعيد السياسي، فشموخه ووقاره يلفتان الأنظار في المحافل الدولية، في لقاءاته مع الرؤساء والقادة، خاصة لقاءاته مع الرئيس الأميركي وغيره من زعماء المنطقة والعالم، كان الأمير الحسين حاد البصيرة، عميق النظرة، صلب الموقف، يعبر عن قضايا الأمة بلا تردد، وفي مقدمتها فلسطين، فيجعل منها قضية حاضرة في كل خطاب، قضية حياة أو موت، لا مجرد بند في محاضر الاجتماعات

 

خطاباته قوية، عباراته رصينة، نظرته ثاقبة، ولسانه فصيح كفرسان الشعر في الجاهلية، هذه الصفات تجعل منه قائدا استثنائيا على درب أبيه وملهمه القائد الباني عبدالله الثاني أطال الله في عمره وجده الملك الاستثنائي المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه، يليق بهذا الشبل الهاشمي أن يحمل هموم شعبه وأمته، ويبشر بمستقبل يليق بعراقة الأردن وأصالته

 

واليوم، ونحن نهنئ سموه بيومه المشرق، نبارك له شجاعته ومواقفه المشرفة، نبارك له سموه في الروح قبل المنصب، ونقول له حفظك الله ذخراً للأردن، وقرة عين القائد عبدالله الثاني المفدى، وحارسا للمقدسات، وعزاً للعروبة، وسيفاً مشرعاً للكرامة

 

دمت شامخا، كما عرفناك، تكتب فصولاً جديدة في كتاب المجد، بحبر العزة، وصفحات الوفاء

وكل عام وسموكم وقائد مسيرتنا والأسرة الهاشمية واردننا العزيز وشعبنا الطيب بخير وأمن وسلام