إلى قريتي ” بصيرا ” مأوًى ومنتهًى

14 فبراير 2021
إلى قريتي ” بصيرا ” مأوًى ومنتهًى

أ. د خليل الرفوع

وقوفًا في البُصيرة يا مِدادي

فقد حنّ الفؤادُ إلى الفؤاد

 

صلاةَ تبتُّل إن كنتَ صبًّا

ففي جفنيكَ آياتُ السُّهاد

 

هواك هوى الهُيام إذا تهادى

من الشّجَن المسجّى في المِهاد

 

وفي جنبيكَ آثارُ التّجافي

إذا اشتبك الوِدادُ على الوداد

 

فهنَّ الموجعاتُ إذا اهتديْنَ

وهنَّ إلى صَبا هَدِيْ هوادي

 

فليت مراجعَ العشاق وشمٌ

نقيُّ اللون غُلّ به الصّوادي

 

وليت الذكرياتِ تؤوبُ يومًا

إيابَ التائهين إلى الرشاد

 

وقوفًا إن دنا الإصباحُ فيها

ورتلَّها العشيّةَ كلُّ شادي

 

فلي منها اشتعالاتُ التّصابي

تراودُ صَبوتي في كلِّ نادي

 

ولي فيها حكاياتٌ تحاكي

تَنَاجي الطّلِّ في فَيْءِ الغوادي

 

بصيرةُ يا بدايةَ كلِّ عشق

ويا بوحَ الرّوابي للوِهاد

 

سألتكِ إنْ تناجَى القومُ دوني

وعادتني الخطوبُ مع العوادي

 

فكوني لي كؤوسًا من صَبوح

تُساقي ظمْءَ أنفاسي وضادي

 

وطُوفيْ في ثنايا الروح جَذْلى

فمنكِ مواكبُ الأنوار زادي

 

مغاني صَبوتي وخُطَى هُيامي

ومسقطُ لوعتي ولظى عِنادي

 

فكم غنّيتُ بوحَك إذ تسامى

على نغمي قصائدَ كالخِراد

 

وكم غنّتْ على وتَرٍ رباك

تُدَنْدِنُ بالمنى معَ كل شادي

 

ترفرفُ كالقطا روحي وتسري

ضحًى في كل ساريةٍ وغادي

 

سلامُ الله يؤْرِقُ في هواكِ

قطوفًا من شذا فوح البلاد

 

بلادٌ كلما هيّجتُ ذكرى

تهلّلَ خاطري وهفا فؤادي

 

إليكِ قصائدي وشجونَ شدوي

وشهقةَ خافقي حتى المَعاد

 

* استاذ الأدب العربي جامعة مؤته