الاستاذ الدكتوبر مصطفى عيروط
أكد جلالة الملك عبد الله الثاني المؤكد في خطاب العرش في ١١تشرين الاول عام ٢٠٢٣ (ستبقى بوصلتتا فلسطين وتاجها القدس الشريف ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادله حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا)
وخطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي الذي يمثل أكثر من ٤٠٠مليون نسمه يؤكد على ما تعرض له المجتمع الدولي منذ خمس سنوات عندما خاطبه وجلالة الملك يحمل دائما للعالم بمبدا راسخ ما تتعرض له فلسطين سواء في غزة أو القدس أو الضفه الغربيه فقال
جلالته
(…ومنذ ذلك الحين مر مجتمعنا بالعديد من الاضطرابات السياسيه والتكنولوجيه والاقتصاديه من جائحة فيروس كورونا وتهديدات امنيه جديده وتسارع تكنولوجي غير مسبوق إلى المعلومات المضلله التي تفشت بشكل مفرط وحرب شديده على اوكرانيا وحرب قاسيه على غزه واخيرا الهجمات الاسرائيليه على إيران والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها )
والأردن قدم ويقدم الدعم المطلق لأهلنا في فلسطين في غزة والقدس والضفة الغربيه والهيئة الخيريه الهاشمية تشرف على إيصال الدعم لأهلنا في غزة وقال جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي
(….واليوم يتجه هذا العالم نحو انحدار أخلاقي إذ تنكشف أمامنا نسخه مخزيه من انسايتنا وتتفكك قيمنا العالميه بوتيرة مروعه وعواقب وخيمه يتمثل هذا الانحدار باوضح أشكاله في غزة التي خذلها العالم وإضاعة الفرصه تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها فلنعد بالذاكرة إلى عام ٢٠٢٣ أثارت اولى الهجمات والغارات الاسرائيليه على مستشفى في غزة آنذاك صدمه وغضبا عالميا ومنذ ذلك الحين وثقت منظمة الصحه العالميه ما يقارب ٧٠٠هجوم على مرافق الرعاية الصحيه في غزة كيف يعقل لما كان يعتبر فعلا وحشيا قبل ٢٠شهرا فقط أن يصبح الان أمرا شائعا لدرجه انه بالكاد يذكر ؟)
جلالة الملك يتحدث ويؤكد أمام البرلمان الأوروبي قضايا مهمه تحدث في غزة من استهداف الاماكن الصحيه والعاملين فيها والصحفيين والمدنيين واستخدام المجاعه كسلاح ضد الأطفال
ولا تمارس القيم الساميه وسد الفجوه بين القول والعمل
وقال جلالته في خطاب تاريخي
…(كيف يعقل لانسانيتا أن تسمح بأن يصبح ما لا يمكن تصوره أمرا اعتباديا أن تسمح باستخدام المجاعه كسلاح ضد الأطفال أو تسمح باستهداف العاملين في القطاع الصحي والصحفيين والمدنيين الذين يبحثون عن الملجأ في المخيمات أن مرور ٢٠ شهرا على هذه الوحشيه يجب أن يثير قلقا جميعا لكن ليس بوسعنا أن نتعجب من ذلك لأنه عندما يفشل مجتمعنا العالمي في سد الفجوه بين القول والفعل وعندما لا تمارس القيم الساميه فإنها تصبح ادعاءات فارغه ومستهلكه )
وجلالة الملك يعلن بوضوح ضرورة سيادة حكم القانون وليس سيادة حكم القوة فقال جلالته
(والآن نحن على مفترق طرق اخر حاسم في تاريخنا مفترق طرق يتطلب الاختيار بين السلطه والمبدأ بين حكم القانون أو حكم القوة بين التراجع أو التجديد لأن كل هذا المحك بالنسبه للجميع والأمر لا ينطبق على غزة فحسب فهذه ليست لحظه سياسيه أخرى لتسجيل المواقف بل إنه صراع حول هويتنا كمجتمع عالمي في الحاضر والمستقبل )
ومنذ ستة وعشرين عاما وجلالة الملك عبد الله يحمل القضيه الفلسطينيه وضرورة ايجاد حل لها على أرض فلسطين حتى تنعم المنطقه بالسلام العادل واعطاء الحقوق لأصحابها في فلسطين واعطاء الامل حتى لا ينعدم ويصبح له تداعيات تتعدى حدود الدول فقال جلال الملك
(من المرجح أن يكون هذا العام هو عام القرارات المحوريه لعالمنا بأسره وسيكون لقادة اوروبا دور حيوي في اختيار الطريق الصحيح ويمكنكم الاعتماد على الاردن كشريك قوي لكن وهناك مجالان اساسيان للعمل الاول هو دعم التنميه لان ازدهار الشرق الأوسط يوفر فرصا تعود علينا جميعا بالمنفعه ولكن كما رأينا مرارا وتكرارا فإن العكس أيضا صحيح فعندما ينعدم الامل تمتد تداعيات ذلك لتتعدى حدود الدول
أما بالنسبه لمجال العمل الثاني فعلينا اتخاذ إجراءات حاسمه ومنسقه لضمان الأمن العالمي ولن يكون أمننا المشترك مضمونا حتى يتصرف مجتمعنا العالمي ليس فقط لإنهاء الحرب في اوكرانيا ولكن أيضا لإنهاء اطول بؤرة اشتباك في العالم وأكثرها تدميرا الا وهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي منذ ثمانية عقود
والفلسطينيون مثلهم كمثل جميع الشعوب يستحقون الحق في الحريه والسيادة ونعم إقامة دولتهم المستقله ))
وجلالة الملك في كل المحافل والمواقف والمؤتمرات واللقاءات يتحدث عن ضرورة الحل العادل القضيه الفلسطينيه وإقامة الدوله الفلسطينيه على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشرقيه
وما يقدمه ويقدمه الاردن بقيادة جلالة الملك لفلسطين في غزة والضفة الغربيه والقدس هو تاج على رؤوسنا جميعا وجلالة الملك يقف بكل قوة مع اهلنا في فلسطين ويتحدث أمام العالم ما يجري في فلسطين بصوت قوي ومؤثر وواضح والعالم يأخذ برأيه ومواقفه لان جلالته قائدا عادلا صادقا واضحا مؤمنا بالقيم الاخلاقيه الساميه فقال جلالة الملك
(ان ما يحدث في غزة اليوم يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الاخلاقيه وقيمنا المشتركه ونحن نشهد الانتهاكات تلو الأخرى في الضفه الغربيه والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم
اذا فشل مجتمعنا العالمي في التصرف بشكل حاسم فإننا نصبح متواطئين في إعادة تعريف معنى أن تكون انسانا لانه إذا ما استمرت الجرافات الاسرائيليه في هدم منازل الفلسطينيين وبساتين الزيتون والبنيه التحتيه بشكل غير قانوني فإنها ستهدم أيضا الحدود الاخلاقيه والان مع توسع اسرائيل هجومها ليشمل إيران لا يمكن معرفة اين ستنتهي حدود هذه المعركه وهذا اصدقائي يهدد الشعوب في كل مكان )
وفي نهاية المطاف
يجب أن ينتهي هذا الصراع والحل الوحيد الذي يمكننا تطبيقه هو الحل القائم على السلام العادل والقانون الدولي والاعتراف المتبادل ))
وقال جلالته
(لقد سلكنا طريق السلام من قبل ويمكننا أن نسلكه مجددا بالشجاعه اللازمه لاختيار هذا الطريق وقوة الإرادة لنسلكه معا))
وخطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي يؤكد المؤكد بأن فلسطين هي الوجهه والمبدأ وبوصلة الاردن وتعكس التزام الاردن الثابت بالقضبه الفلسطينيه وتأكيد على أن فلسطين هي محور اهتمام الاردن ومساره
ومواقف الاردن التاريخيه اتجاه القضيه الفلسطينيه معروفه ودور الاردن في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته في نيل حقوقه المشروعة معروفه وفلسطين قضية الاردن المركزيه فالعلاقات تاريخيه ودم وأخوه واسره بين الاردن وفلسطين وتتسم بالتعاون والدعم المطلق في مختلف المجالات والأردن داعم مطلق للقضيه الفلسطينيه في كل الأصعدة الاقليميه والدولية
وجلالة الملك عبد الله الثاني الحفيد الواحد والأربعون لرسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحمل ارثا تاريخيا في الوقوف مع فلسطين واهلها والقدس الشريف والشريف الحسين ابن علي المغفور له الذي توفي يوم ٢ حزيران عام ١٩٣١ دفن في جوار المسجد الأقصى وكان أول المتبرعين لإعادة إعمار المسجد الأقصى في حمله بدأت عام ١٩٢٤
وفي القدس استشهد المغفور له الملك عبد الله الاول مؤسس المملكة الاردنيه الهاشميه في المسجد الأقصى في ٢٠ حزيران عام ١٩٥١
واستمر الدعم لأهلنا في فلسطين والقدس في عهد جلالة الملك المغفور له الحسين
ويستمر الدعم لأهلنا في فلسطين في غزة والضفة الغربيه والقدس بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى ويشمل كافة أنواع الدعم والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس ودعم المقدسات الاسلاميه والمسيحية وتوجد دائرة أوقاف القدس وشؤرن المسجد الأقصى بوصاية هاشميه تاريخيه راسخه على الاماكن المقدسه في القدس
وقال جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي
(…. ان ايمان الاردن الراسخ بهذه القيم المشتركه متجذر في تاريخنا وتراثنا وهو ما يدفع مبادئنا الوطنيه المبنيه على التسامح والاحترام المتبادل نحن نفخر بكوننا موطنا لموقع عماد السيد المسيح عليه السلام (المغطس)وبلدنا المسلم هو موطن لمجتمع مسيحي تاريخي وجميع مواطنينا يتشاركون في بناء وطننا وهذه القيم تقع في صلب الوصاية الهاشميه على المقدسات الاسلاميه والمسيحية في القدس والتي تعاهدنا بحماية هويتها التاريخيه متعددة الأديان من اي اعتداء ويعود تاريخ الالتزام الى وعد لاهل القدس منذ قرون عديده فقد أمرت العهده العمريه المسلمين باحترام كنائس مدينة القدس وحمايتها وعدم إيذاء اي كاهن ولا قتل طفل أو امرأه أو شيخ وبعد مرور الف عام جعلت اتفاقيات جنيف هذه المبادىء نهجا عالميا إلا أن الاحداث الاخيره قد وضعت هذه القيم والمبادئ في موضع الشك وعلينا أن نعمل جاهدين لنضمن صمودها على مر الزمن والأزمات)
وارجو أن أبين ما كتبته في المقال السابق عن خطاب جلالة الملك التاريخي أمام البرلمان الأوروبي بضرورة الحديث عنه دائما في الإعلام والتعليم العام والعالي والأوقاف وقنوات التواصل الاجتماعي والندوات والنشاطات واللقاءات فالخطاب التاريخي أمام البرلمان الأوروبي هو في رأيي كما اسمع وأتابع ضمير كل اردني واردنيه وفلسطيني وفلسطينية و عربي ومسلم وانسان في العالم
حمى الله الاردن الوطن والشعب والقيادة الهاشميه والجيش العربي المصطفوي والأجهزة الامنيه بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حماه الله وحمى الله سمو الأمير الحسين ولي العهد الأمين.